في حال ضياع هيبة الدولة يضيع الأمن.. ومعه تضيع الشعوب.. وتضيع مكتسبات الأمة.. هذه حقيقة لا يمكن اغفالها. لا يمكن التحايل عليها باسم الديمقراطية باسم الثورة اي كان نوع هذه الثورة أو تلك وباسم حرية تتزاحم عليها بل وتلتف حولها البلطجية.كارثة كبرى ان تعصف بعدد من الشعوب العربية رياح التغيير الى الأسوأ.. الى الأخطر.. الى الأكثر فقراً. الى مجهول تتوقف أمامه كل الأجوبة. ليست هيبة الدولة وحدها هي التي تضيع ولكن ايضا المكانة الحقيقية للأخلاقيات والقيم الدينية. واستخدام عباءة الدين في المنابر السياسية بلا وازع من ضمير. فهذا احد رموز الاخوان في مصر يعلن بل يفتي من منصة الميدان بقوله: ان الاعتصام في رابعة العدوية هو افضل عند الله من الاعتكاف بجوار الكعبة في الحرم المكي الشريف. يا له من رجل لا يخشى مردود ما يقول ولا يحترم عقول المؤمنين ولا ثقافة الأمة بقدر ما يتعمد تسطيح وعي الناس بلا ضمير. حصل ويحصل ما هو أكثر من ذلك ليس في مصر وحدها ولكنها ممارسات في امور العقيدة والأمن والاقتصاد وكل مقومات الحياة.. وثقافة الامة ومعتقداتها.. تنتهك باسم ديمقراطيات وثورات. لم تجلب ما هو أفضل.. ثورات لم تفتح خزائن ارض.. او تستمطر السماء ذهباً .بقدر ما كان التغيير فقط في حرية البلطجة.. ليس من أجل السرقة والتعدي على الآخرين ولكن ايضا في بلطجة ضد الدين.. وضد الوعي.. وضد اخلاقيات البشر. ليكون هذا هو ابرز ما في التحولات في مفهوم بعض العناصر على مختلف مستوياتها الحزبية والشخصية في دول كانت تعتقد شعوبها المغيبة عن قراءة المستقبل ان التغييرات لن تكون بهذا المشهد المحبط.. والمخيف.. في ظل توريث ما هو اخطر من صراعات المستقبل.. وميادين أصبحت طبولها استدعاءات وترقب لما هو أسوأ!! ان العقل والمنطق وكل مقومات الوعي تؤكد ان رب الاسرة حين يكون فاشلاً وفاقداً لهيبته فإنه لن يكون هناك استقامة للعائلة في امور حياتها.. هكذا هي الدولة حين تفقد مقوماتها وهيبتها.. فإن انفلات الشعوب نحو الممارسة التي تنال من المكتسبات وأمن الأمة تفرض هذه الفوضى.. في ظل وجود حكومة فاشلة في أرض وتحت أي سماء. [email protected] Twitter:@NasserAL_Seheri