ما ان يقترب شهر رمضان بحلول شهر رجب الا ويكرس الناس نزولهم للاسواق لشراء مقاضي رمضان ثم يهتبلون فرصة التخفيضات لكل لوازم الثياب والفساتين وما يتبعهما من اجل الشراء للعيد السعيد.ويستهلك الناس .. معظم الناس .. وقتا كبيراً.. وتزودهم الاسواق ويتدافع الناس وكأن العيد قد أتى ليلتها.. او كأن رمضان قد جاء يومها.والغريب ان هؤلاء يستنزفون جهودهم قبل مجيء رمضان والعيد وبعدة شهور يواصلون عمليات الشراء طيلة شهر رمضان على حساب الصلوات في المساجد والدعاء رغم ان هذا الشهر هو شهر الخير والقرآن والدعاء والتوجه الى الله سبحانه وتعالى بان يصلح شأن الناس وينصر الاسلام والمسلمين ولان شهر رمضان شهر الأكل والطبخ والنفخ والتسكع في الاسواق طوال الليل. والمشكلة ان 80% من مشتريات رمضان والعيد يمكن شراؤها من اول العام ولا داعي ان نشتري الثياب والصحون والقدور والثلاجات والسيارات وكل شيء على الاطلاق عندما يتقرب منا شهر رمضان وعندها نثقل كاهلنا بمصاريف ضخمة جداً قد تتعدى مئات الالوف او حتى نفسها ولكنها تثقل الكاهل لانها تزيد عن دخولنا.قبل سنوات طويلة كتبت مرة اطالب بان نغير من هذا الاسلوب وان نشتري معظم المتطلبات على مدار العام حتى لا نرهق انفسنا ونتكلف ما لا نطيق.. واتذكر تماماً اني تلقيت رسائل كثيرة من القراء يعترضون على فكرتي واكدوا بان الشراء احد مظاهر رمضان التي ترسم الناس بالفرح وتزدهي بروعتها وانه من غير المعقول ولا المقبول ان نلغي هذه التظاهرة الرمضانية الجميلة. وعندما كنت مساعداً لرئيس تحرير جريدة "الندوة" الاستاذ يوسف دمنهوري رحمه الله كان كثير السؤال عن جولاتي في الاسواق قبل رمضان.. وكان يبدي استغرابه ويقول: لماذا كل هذه المشتريات .. نحن لا ننزل الاسواق ابداً واستعداداتنا لشهر الصوم عادية.. ويضحك تماماً وهو يؤكد : نحن نأكل على مدار كل الشهور ونلبس على مدار ايام السنة.. ونشتري كل الاشياء متى ما احتجناها وليس بالضرورة قبل رمضان!! وكنت اقول في نفسي : والله انك صادق يا با مازن وهذه الدربكة وهذا الازدحام وهذا الصرف المخيف ليس له من برر بامكاننا ان نتشري كل شيء على مدار ايام السنة ونجنب انفسنا التعب والارهاق والتكلفة العالية في وقت محدد ولكن تتعاقب السنوات ومازلنا على عاداتنا لا يحلى الشراء الا في رمضان اعاده الله علينا جميعاً باليمن والبركات ورزقنا واياكم من واسع فضله. آخر المشوار قال الشاعر: يا رب عفوك قد مللت فثوبة تمحو بها إن شئت كل شقائي