حوائج رمضان، مستلزمات العيد والعودة إلى المدارس، جميعها هموم تثقل كاهل الأسرة السعودية لأنها تأتي هكذا دفعة واحدة متزامنة مع العشر الأواخر من رمضان.. فكيف تتغلب الأسرة السعودية على هذه المعضلة، وكيف تستطيع الخروج منها بأقل خسائر ممكنة، خاصة أن الكثير من الأسر يعتمد على دخل رمضان في سد احتياجات العيد ومستلزمات المدرسة لحظة انتهاء أيام العيد. هنا يأتي دور التخطيط للخروج من أزمة اقتصادية تواجهها الأسرة السعودية هذه الأيام، علما بأن التخطيط هو النشاط الذهني الذي ينظم ويتابع حركتي الدخول والخروج للأموال الحالية والمرتقبة ومن وإلى (المنظمة/ الأسرة/ المؤسسة). والتخطيط لا يؤثر فقط على الميزانية ، بل هو أساس كل شيء، وسبب من الأسباب القوية التي يتمسك بها المرء امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم: (اعقلها وتوكل) ،وقد أثبتت الدراسات أن نسبة نجاح أي منشأة مرتبطة بقوة التخطيط، حيث يأتي هنا دور التجارب والاستفادة من خبرات الآخرين. نقودي في محفظتي في هذا الإطار تقول فاطمة علي ربة منزل «نقودي في محفظتي» ولا أحبذ بطاقة الصراف لأن ذلك يكلفني ثمنا باهظا ويجعلني انصاع لرغبة بناتي وأولادي في الشراء، والمهم عندي ألا اشتري ماأريد، بل ما أحتاجه، فأحدد مصروف البيت في شراء مستلزمات رمضان، ماعدا القليل من الملابس التي فضلت شراءها منتصف رمضان بحكم الموضة. الماركات تستنزف الجيوب وتخالفها هذا الرأي حليمة الزهراني من حيث حملها لبطاقة الصراف؛ لأنه من وجهة نظرها تسهل عملية الشراء: «أنا مجبورة على شراء أغراض العيد في هذا التوقيت من أواخر رمضان وإن كلفني الكثير نظرا؛ لأن غالبية الماركات تعرض أفضل ألوان الموضة، فأشتري ما أحتاجه فعلا لأول يوم العيد، وبعد ذلك أشتري من أسواق متفرقة بقية أغراض المنزل من تجهيز للأثاث وتغيير ديكور المنزل منذ شهر رجب استقبالا لرمضان والعيد. مشتريات تسقط الكماليات أما ندى عبدالله فتقول: أكتب طلباتي في قائمة وأشتري ثلاثة أرباعها واستثمر العروض المخفضة ولابد أن يكون هناك تأجيل للكماليات للأرخص ثمنا لأنني من أسرة متوسطة الدخل ومشترياتي مرتبطة بإخوتي ولا يتبق لي شيء من شعبان، لذلك ننتظر إعانة الضمان الاجتماعي بفارغ الصبر لنشتري أغراض العيد من الأسواق الشعبية حتى لا أقضي على مصروف إخوتي لعودة المدارس ومتطلباتها من أزياء وحقائب بات سعرها ينافس حقائب المسافرين وفساتين السهرة. مطلب تعليمي «أم زاهر» متسوقة في أحد المولات التجارية تشتكي من غياب التنشئة الاقتصادية في مناهج التعليم وتقول«لدي أبناء صغار في مرحلتي الابتدائية والمتوسطة متطلباتهم من الملابس والألعاب لم تعد لمثل هذا الزمان فهناك الآيبود وسعره يتراوح بين السبعمئة والألف وكل الضمان الاجتماعي ألف وسبعمئة، وقد جئت هنا لأشتري ملابس العيد، أما أغراض المدرسة فسأعود إليها واشتري النواقص منها لاحقا. أما ميزانية رمضان، فكان تخطيطي لها سليما هذه السنة، ففي تأثيث المنزل على سبيل المثال، ركزنا على ورق الجدران فهو أقل كلفة وأجمل شكلا وغيرنا بعض السجاد والروائح العطرية المنزلية. الجمعيات النسائية وتضيف سهى حامد: الميزانية ترتبط بالتخطيط المسبق فمن لديها أطفال وتريد الحج، توفر منذ شهر رجب أوقبله وتعمل حسابها لهذه المواسم. أما أنا فمازلت طالبة والوالد هو من يمسك بزمام الأمور في البيت. في رمضان نخرج أنا وأمي بعد أن يعطينا الوالد مبلغا لشراء مستلزمات رمضان وفي منتصفه نشتري لوازم العيد وبعده نأخذ مانحتاجه لمواجهة متطلبات المدرسة وكثيرا ما تشارك أمي نساء الحي في «جمعيات» لتخفف عن كاهل أبي من وطأة الديون.