ثمة أشياء يستعصي على العقل البشري القبول بها وتصديقها حتى البحث لها عن بعض المبررات التي ساهمت نوعاً ما في وجودها يعتبر شيئاً مُحرجاً منذ مدة ليست بالقصيرة والمملكة تعيش بحبوحة اقتصادية بعد أن تجاوز سعر برميل النفط المائة دولار مما انعكس على حجم المشاريع الحكومية التي بدأت الحكومة بتوزيعها على مناطق المملكة من مدن اقتصادية وصحية وهو ما يعني أن حجم الإنفاق الحكومي قد زاد كثيراً عن ما كان يدفع في السنوات الماضية وهو شيء يأتي في السياق الطبيعي لكن غير الطبيعي هو أننا أصبحنا نقرأ في الصحف المحلية والإعلام عن « أرقام فلكية « تم صرفها على مشاريع من الحجم المتوسط وآخر تلك المشاريع هو مشروع إنشاء الصالة الدولية في مطار الملك خالد الدولي ! ففي الأسبوع الماضي ظهر خبر إنشاء صالة دولية في مطار الملك خالد بكلفة جاوزت المليار ومائتي مليون ريال وهو خبر يضاف لتلك الأشياء التي يعتبر البحث لها عن مبرر شيئاً مُحرجاً , فالرقم الذي نتحدث عنه كبير جداً ويستغرب المتابع كيف مر هذا الرقم الضخم على المسئول الأول سواء كان في وزارة المالية أو هيئة الطيران المدني دون أن يضع علامة تعجب على المشروع بأكمله ! فمبلغ بقيمة مليار ريال سعودي بإمكانه أن يصنع أكثر من مشروع وطني واحد يلمس المواطن السعودي قيمته وينعكس على حياته اليومية فكيف تم اختزاله في صالة دولية ؟ هو سؤال نطرحه على مسؤولي هيئة الطيران المدني الذين مرروا هذا المشروع بكلفته الباهظة هو سؤال قد نطرحه على هيئة مكافحة الفساد « نزاهة « ! خبر إنشاء الصالة الدولية قادني إلى البحث عن كلفة إنشاء الصالات بداخل المطارات الدولية وهو ما أوصلني لخبر إنشاء طيران الإمارات أكثر من 23 صالة ركاب في أكثر من 23 دولة بكلفة لم تتجاوز مبلغ ثلاثمائة مليون درهم إماراتي , صحيح أن هناك فرقاً بين إنشاء صالة دولية وبين إنشاء صالة ركاب لكن مجموع عدد صالات الركاب التي أنشأتها طيران الإمارات قد يساوي حجم صالتين دوليتيين بداخل مطار واحد ,على مايبدو أن رقم الستة أصفار لم يعد يملأ عين البعض لدينا أو أن كلفة المواد الأساسية أصبحت تباع للحكومة بأضعاف أثمانها الحقيقية. Twitter: aalbaly