الحصار الصهيونى على الأراضي الفلسطينية واستمرار الاحتلال يزيد من معاناة الشعب الفلسطيني فالحصار كالشوكة المسمومة فى خاصرة الوطن ويشكل سببا رئيسيا فى كل تفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني خصوصا الأهالي الذين يعيشون الحياة الصعبة فى محافظات قطاع غزة.عدد كبير من المرضى يموتون يوميا بسبب عدم إمكانية نقلهم الى مستشفيات متقدمة خارج البلاد وعدد كبير من الشباب الغزي يعانى من إنسداد فى رؤية المستقبل المجهول المترنح بين الاحتلال والحصار والإنقسام وعدد كبير من التجار الذين أعلقوا محالهم التجارية بسبب عدم فتح المنفذ التجاري المصري الفلسطيني وإغلاق مستمر للمنافذ التى يسيطر عليها الكيان الصهيوني جزء من سياسة العقاب الجماعى للشعب الفلسطيني والأهالي الغزيين.علينا جميعا أن نترجم إيماننا برفض الحصار والاحتلال من خلال نبذ الخلاف والانقسام الى حيث لا رجعة وأن نتمسك بوحدتنا الوطنية التى هى أساس مقومات مشروعنا الوطني القائم على مقاومة المحتل وتحرير الأرض والانسان. نؤكد أن الوحدة المطلوبة هي تلك الموجهة إلى مجابهة العدو الصهيوني ومشاريعه، الوحدة التي تقوم على رفض كل مظاهر الفساد والاستبداد وقمع حرية الرأي والتعبير والحريات العامة وتعزيز الصمود والتوافق على إستراتيجية للصمود والمقاومة بكل أشكالها في الضفة والقطاع، الكفيلة وحدها بضمان التأييد الشعبي الفلسطيني والعربي إلى جانب التضامن الفعال لدى كل المناصرين لقضيتنا في العالم، بذلك نكون بالفعل قادرين على كسر الحصار وتحقيق الانتصار بعد أن نعيد لشعار الوحدة الوطنية وتعدديتها السياسية والفكرية مضمونه الحقيقي في إطار الممارسة الوطنية الديمقراطية الجماعية لكل فصائل وحركات وأحزاب القوى السياسية الفلسطينية من ناحية ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني من ناحية ثانية، كطريق وحيد للصمود والتلاحم الشعبي الذي يوفر كل عناصر المقاومة الوطنية بكل أشكالها السياسية والمسلحة الهادفة إلى كسر الحصار وتحقيق أهداف شعبنا في التحرر والاستغلال والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الحصار ليس جديدا ، فهو سمة من سمات العدو الإسرائيلي وجزء حيوي من سياساته ضد شعبنا في الضفة وقطاع غزة، حيث تم فرض الحصار والاغلاقات على قطاع غزة بدرجات وأساليب متنوعة خلال السنوات 1995 حتى عام 2000، حيث اشتدت وتائره وأساليبه أثناء الانتفاضة وبعدها حتى يناير 2006 وصولاً إلى الانقسام في 14 /6 /2007 حيث أصبح الحصار مطبقاً بصورة شاملة على قطاع غزة منذ ذلك التاريخ إلى اليوم،عبر تراكمات دفعت إلى مزيد من تردي الأوضاع الاقتصادية والمجتمعية لمعظم سكان القطاع المعزولين تماماً عن بقية العالم يعتمدون في جانب من معيشتهم على المساعدات الاغاثية من وكالة الغوث والتبرعات من الخارج، الأمر الذي خلق ما يسمى بالاقتصاد الموازي أو اقتصاد الاغاثة والتواكل جنباً إلى جنب مع أنشطة اقتصاد السوق السوداء والمحتكرين والمهربين بعد أن تراجع القسم الأكبر من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية. اعتماد الاقتصاد الفلسطيني –بدرجة عالية- على الدول المانحة مع إدراكنا أن القسم الأكبر من هذه الدول منحاز لسياسات العدو الإسرائيلي، وهنا لابد من أن نشير بوضوح إلى الدور الرئيسي للولايات المتحدة، المقرر والشريك الاستراتيجي للعدو الإسرائيلي، فيما وصلت إليه أوضاعنا الفلسطينية من تراجع اقتصادي واجتماعي أدت إلى مزيد من مظاهر التبعية والتخلف والخضوع. الحصار والعدوان الصهيوني الحالي، يتخذ أبعاداً سياسية واجتماعية ترتبط بمستقبل النظام السياسي أو المشروع الوطني الفلسطيني المهدد بالتفكك والانقسام السياسي والقانوني، علاوة على البعد الاقتصادي الذي يمثل مصدر المعاناة والألم المباشر لشعبنا، حيث يتعرض الاقتصاد الفلسطيني لحالة من التراجع الكبير في كل أنشطته، الذي يكرس العديد من الصفات التي تميز الاقتصاد الهش والضعيف والمأزوم وتميز المستقر.فى ظل غياب العلاقة الأخوية الفلسطينية بين الأخوة كافة بدءا من وحدة الأسرة ووحدة المجتمع ووحدة فصائل العمل الوطنى سيبقى شعبنا يعاني على كل الصعد معاناة لا يتخيلها العقل البشري.مشروعنا الوطنى الهادف الى تخفيف المعاناة لشعبنا وعودة اللاجئين وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف لا يمكن لهذا المشروع التقدم بدون الربط الأخوي فى العلاقة الأخوية بين كل قيادات العمل الوطنى والإتفاق على سياسة تبادل الأدوار لخدمة المشروع الوطني والمحافظة على الثوابت الوطنية وتكريس سياسة المشورة وقبول وجهات النظر للآخرين واحترام أفكار جيل الشباب والمبدعين والمثقفين وأصحاب الرؤى.