ما يزال سكان مدينة جدة الساحلية (عروس البحر الأحمر) يعانون من تفاقم أزمة المياه و يتكبدون العناء والمشقة للحصول على قطرة ماء لتصل إلى منازلهم، هذا إلى جانب تعطل مصالحهم وأشغالهم والذهاب للوقوف في طابور أشبه بالطابور المدرسي لساعاتٍ طوال حتى يقدموا طلباً ليحصلوا بعد جهدٍ جهيد على الماء! وفي مشهد الطوابير المنتظرة للمياه هذا مشهد تكاد لا تراه حتى في دول أفريقيا الفقيرة، ونحن على ضفاف مدينة ساحلية مطلة على البحر ولا يزال أهلها وسكانها يعانون أشد المعاناة من تلك المشكلة الطويلة الأمد التي وعد المسؤولون عنها إيجاد الحلول الجذرية لحلها و إنهاء تلك الأزمة بوضع حلول سريعة لم نرَ منها حتى الآن أي شيء يذكر ! فمن غير اللائق ولا المعقول أن يقف المواطنون تحت أشعة الشمس الحارقة هذه، وبالطبع لا يخفى على أحد الدور الكبير والسريع والفعال للواسطة والمياة المسربة من تحت الطاولة لمن لهم معارف وأحبة من داخل الوزارة والأمانة ! فلماذا لا يكون مثلاً هناك اشتراك شهري أو سنوي لكل صاحب عمارة أو سكن خاص يقيد باسم الشخص وعنوانه ورقم اشتراك خاص بالمستفيد يمكنه من طلب الماء بالهاتف ليصل إليه (دليفري) بدلاً من الطوابير والزحمة وعناء الانتظار لساعات وساعات حتى يعود لمنزله بسيارة وايت ؟! وما زاد الطين بلة وتكدس وتأخير في ذلك خوف بعض سائقي الصهاريج غير النظاميين من مداهمة فرق الجوازات لهم وترحيلهم و تلك مشكلة اخرى تصب في وزارة اخرى والسبب الرئيسي في ذلك سوء التخطيط وبطء التنفيذ المنتشر في جميع الوزارات الذي يغرق المواطن فيها "بشبر مية" على قولة إخواننا في مصر. نتمنى من وزير المياة الالتفات بجدية لحل تلك الأزمة التي يعاني منها المواطنون منذ سنوات، وأن لا نشاهد الطوابير من البشر في أشياب التحلية الذين يأتون للبحث عن صهريج ماء يسد حاجتهم و ذويهم، أو إعطاء المواطنين في كلا القطاعين العام والخاص إجازة ويوماً مفتوحاً ويوفرون لهم استراحة خاصة مُكيفة ومجهزة بالأكل والشرب ووسائل الترفية وكل ما لذ وطاب ليقضوا بها الوقت الطويل في انتظار دورهم بدلاً من هذا العناء والحر والملل الذي يصيبهم كل شهر من باب (راحة المواطن غايتنا)، لذا نتمنى أن تشرق الشمس يوماً وتصل المياة وحدها إلى منازلنا. @rzamka [email protected]