حينما هممت بكتابة مقالي هذا الاسبوع تطايرت الابجديات من مكنونات رأسي واستهدفت شاشة الحاسوب تشكل معاناة تستهدف الموظف الاداري المغلوب على امره.وسيكون مقالي عن الموظفين الاداريين في الجامعات السعودية حيث انني اجد الكثير يعاني وبشدة من تزمت الانظمة المستهدفة لهذه الشريحة التي لها مجهود واضح وكبير ولا يستقيم العمل إلا بها ولكن للأسف هذه الفئة تظلم وتسلب حقوقها بوضح النهار ويحرم عليها ان تحلم او تتطلع الى ابعد من مكتبها ووظيفتها التي شغلتها المرة الاولى .وجميعا نعلم ان الحلم والطموح حق مشروع للكل لا يقتصر على طائفة معينة ومن سياسات التعليم في المملكة مشروعية التعليم والتعلم للكل دون استثناء .ولكن ما يحدث هنا انه حينما يتاح لأحدهما وظيفة ادارية يجب عليه ألا يحلم بشغل او تعديل مسماه او وظيفته او تحسين وضعه الحالي فيجب ان يبقى الصغير صغيرا والكبير يبقى كبيرا ويكبر اكثر .ولكن ليس معنى هذا انه لا يوجد طموح تعدى حاجز المنع فتعلم الكثير ولكن بقيت شهاداتهم حصر ملفاتهم الخضراء التي تثبت انهم اجتازوا مرحلة معينة دون ان يختلف شيء من وظيفتها فهو اداري ويبقى ادارياً . ولا يتوقف الامر عند هذا الحد بل يتعداه ليصل لمرحلة ان شهاداتك لا تخدم مسار عملك وان دراستك تقتطع جزءاً من عملك الصباحي وبالتالي قوة اكبر للمنع وان انتهت المرحله الاولى فلن يتبعها مراحل اخرى فالإجراءات تصبح اكثر تعقيدا والقرارات السارية البالية تتجدد لوضع حد لتلك الطموحات . وان اتممت مرحلة الماجستير فلن تكمل الدكتوراه حتى وان تنازلت عن حقوقك المادية وتأخرت ترقيتك بسبب اجازة استثنائية بدون راتب لهدف العلم ,, هل من حقهم التلاعب بطموحاتنا لهذا الحد وهل من حقهم سلبنا ما قدمته الدوله لنا من مشروعيه تعلم ووظيفة؟..هل من حقهم السماح لمن يرون انه يستحق ومنع الاخر الذي لا يستحق بنظرهم ؟ هل يجب علينا ان نركع بشدة ونقبل الايدي حتى تتاح لنا فرصه تعلم داخل وطننا و بموافقة مدير يرى انك خلقت للعمل من اجله هو فقط ولا يجب عليك ان تحلم اكثر من قدميك التي تقف عليها ؟ هل الدراسات العليا حصر على فئة معينة والموافقة للحصول عليها لا تعتبر حقا مشروعا لمن اراد ان يتعلم ؟ ارجو من المسئولين حقا من يخافون الرب في امورهم ان يعتبروا هذه الفئة المهمشة فئة تستحق ان تحيا وفئة تستحق ان تتعلم وفئة تستحق ان يكون لها طموح .ووطني الحبيب كفل للكل بالتعليم مدى الحياة فلا يحق لهم حكره على من يريدون . وأرجو ان تصاغ القوانين بشكل فعال يهدف الشريحتين الاكاديمية والإدارية واعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية وما ينطبق عليهم من صلاحيات تعليمية ينطبق على من يريد ان يكمل تعليمه وطموحه من الموظف الاداري حتى وان استلزم الامر الدراسة خارج نطاق العمل الرسمي ولكن بنتيجة محسومة وليس بقوانين تتلف فرحتك بالتخرج . ودمتم بخير.