وسائل التواصل الحديثة قربت القاصي و الداني , وجمعت الناس ببعضها من مشارق الأرض ومغاربها , وجعلت العالم يبدو كمدينة واحدة مترابطة والتواصل فيها بين الناس سلس وسهل للغاية, يبدأ بمسكة الهاتف الجوال وينتهي بتركه, بدلاً من عناء التواصل الشخصي الذي يحتاج لترتيب وموعد مسبق وظروف مناسبة. غير أن تلك الثورة المعلوماتية والتقدم التقني صعب المهمة كثيراً على الأجهزة الحكومية للسيطرة على تلك البرامج التي تظهر ويستخدمها الناس بكل حرية و خصوصية دون رقابة أو تجسس على محادثاتهم وخصوصياتهم, لكن الأدهى والأمر بالطبع الخسائر المالية الفادحة التي تتكبدها شركات الاتصالات من عزوف الناس عن استخدام الطرق التقليدية القديمة للاتصال و إرسال الرسائل النصية كما كان الحال في السابق قبل ظهور تلك البرامج والتقدم التقني الهائل في أساليب التواصل الاجتماعي بين الناس والذي خفف ووفر الكثير للمواطن و(جيبه)!. وقد قرأنا مؤخراً في الصحف عن تحالف شركات الاتصالات في السعودية (اللهم لا حسد) لحجب ومنع برامج التواصل "واتس اب وسكايب وفايبر" , و الشركات لدينا لا تتحالف إلا على رأس المواطن الغلبان المغلوب على جيبه), بل انهم (يحلفون) أن يتحالفوا ويقدموا أفضل مالديهم في سبيل استنزاف جيوب المواطنين حتى آخر هللة !وجاء تهديد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات صريحاً بحجب تلك البرامج ومنح الشركات المالكة اسبوعاً واحد لاتخاذ قرار أما بإمكانية السيطرة عليها أو الحجب النهائي والفوري لها, في حين اعترضت بالمقابل هيئة حقوق الإنسان من قرار منع الواتس آب و فايبر وسكايب لأن ذلك يعد انتهاكاً وخرقاً لاتفاقيات دولية ملزمة للمملكة. وما بين الهيئتين يجلس المواطنون "مُتفرجين" في من يكسب الجولة راجين ومتأملين أن لا نعود لعصور ما قبل الثورة المعلوماتية ونتضرر لأننا بقرار الحجب سوف نعود ألف خطوة للوراء ونعاود استخدام الطرق التقليدية للتواصل مع أحبائنا و أهلنا وأصدقائنا في الداخل والخارج , وهنا مربط الفرس فهذا ما تسعى شركات (الامتصاصات الإنسانية) للوصول إليه , ولا اعتقد أن السبب أمني بحت لأن من يشكل خطراً أمنياً لن يضره الحجب في شيء, بل المواطن البسيط العادي هو من سيتضرر أولاً و اخيراً. بقي أمر واحد نسيت أن اخبركم به في حال ودعنا (الواتس اب) سوف تجدوني على الايميل المرفق آخر المقال و سأكون (أون لاين) من الساعة التاسعة صباحاً وحتى التاسعة والربع. وسوف أكتب في الحالة : (زغرطي يا انشراح الواتس اب جانا و راح) "فتكو بعافيه". rzamka@ [email protected]