لماذا طلاق كل ثلث ساعة ؟ و كل 6 ساعات خلع ؟ هل أصبح الزواج المستقر معادلة اجتماعية نادرة في السعودية ؟ لماذا رغم ما يحاط حول الزواج لدينا من هالة قدسية يظل تماسكه على المحك ؟ هل أصبحت هناك حاجة ملحة لإعادة تعريف مصطلح الزواج وفق المعطيات العصرية ؟ وهل تغيرت المعطيات أصلاً ؟ ماذا يريد الرجل من الزوجة ليظل زوجاً لها ؟ وماذا تريد المرأة من الزوج لتظل زوجة له ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها توحي بأن ثمة خللاً .. أين هو ؟ الله أعلم .. لكن في اعتقادي أن الزوج لا يضع في اعتباره أن تكون الزوجة صديقته والعكس، نتجاهل أن الزواج مجرد مسمى للعلاقة القائمة بيننا وبينهن .. قد يتخيل أحدنا زوجته كل شيء إلا أن تكون صديقة وهي كذلك..قد تتخيل زوجها أي شيء إلا أن يكون صديقها، يقول الكاتب الفرنسي ( ميشيل دي مونتين ) : « إذا كان يوجد شيء اسمه زواج جيد ، فالسبب فيه أن فيه من الصداقة أكثر مما فيه من الحب « ، بمعنى إن كان الحب موجوداً .. فإن الصداقة عليها أن تكون أكثر وجوداً ، فالذي قد يسقط عن شارب الحب لابد وأن تتلقفه لحية الصداقة ، يعني نقدر نقول أن الزواج عالم من قيم الصداقة والأخوة والحب ، فإن كان الحبيب شريكاً وجدانياً والصديق شريكاً فكرياً ..فحتماً أن الزوج هو ذاك الشريك المفكر والشريك العاطفي في آن معاً ، يأنس بالقرب منك في الوقت الذي لا يفتأ يسمعك وينصت لك ، شخص يصنع لحياتك نمطها وإيقاعها ، يشاركك تأملات الماضي و أمنيات المستقبل وأحلامك الساذجة وأفكارك السخيفة ..حتى خيبات الأمل لا يتردد في أن يشاركك الضحك عليها ، فبغير الصداقة بين الرجل والمرأة داخل البيت لن تزرع بساتين الألفة .. ولن تبنى قلاع الثقة ..ولن تسطع شمس الإخلاص - والأهم – لن تتضاخم السلبيات .. ولا تتضاءل الإيجابيات ، بمعنى يتناسى الزوج ذاته ومعاركه الخاصة بصفته زوجاً ذا مهام وأدوار محددة ليلج إلى عوالم زوجته في الوقت الذي هي تشرع فيه كل الأبواب ليتمكن الزوج بالمقابل من الولوج إلى عوالمها الخاصة، كلاهما يلج في فضاءات الآخر .. حيث العناوين والرسائل الخاصة جداً المتخمة بالعتب وكل ما يجب على الزوج قراءته وفهمه ومعرفته عن زوجته والعكس .. والله لا أدري هل وصلت الفكرة أم لا..لكن المهم كونوا أصدقاء لبعضكم بعضاً وكفى. Twitter: @ad_alshihri