في حياتنا أشياء كثيرة لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار ويحسب لها ألف حساب وهي نظرة الناس ورأي الناس ومسايرة الناس وكيفية التعامل مع الناس واحترام الناس، إنها حالة وقانون وعرف وعادات وتقاليد توارثناها من أجدادنا وآبائنا وعشنا عليها وعلى أصولها وتربيتها حتى أن نصيحتهم للمنحرف عن الناس تأتي على شكل مثل يقولونه ويرددونه فيما بينهم وهو "اكل ما تشتهي نفسك والبس ما يشتهيه الناس".لقد كانوا في الماضي يضعون للناس اعتبارا ولبعضهم البعض جل احترام واعتبار، ولكن تغيرت الأحوال وانقلب الدهر وبدأنا نتخلى عن مبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا وما تعلمناه من أجدادنا وآبائنا ونسينا المثل المشهور "اكل ما تشتهي نفسك والبس ما يشتهيه الناس" وتعلمنا مصطلحا آخر مخالف لما تعلمناه وتعودنا عليه وتربينا عليه وهو، مالي ومال الناس أو اشعلي من الناس واشعلا الناس مني. ولهذا نجد الشباب من الجنسين يتصرفون بحماقة محموسة ومغموسة بقليل من قلة الأدب وعدم المبالاة وعدم مراعاة مشاعر الناس واحترام الناس إلى مثل سلبي يقول مالي ومال الناس أو ايش علي من الناس وايش على الناس مني، وهذا واضح من أفكارهم ولباسهم وحركاتهم وأسلوبهم وطريقة تصرفاتهم، لقد أصبحوا لا يفرقون بين الصح والخطأ بعد أن اختلطت عليهم الأمور حتى أصبح الخطأ صحا والصح خطأ ولا أدري هل هناك نقص في التربية أم التجارة والمنصب والمسؤولية والسعي وراء الكسب والرزق والمجاملات هي التي جعلتنا غير متفرغين لأبنائنا ولتربية أبنائنا، أم هناك حاجز وفاصل وقاطع الالتزام حتى عرف الناس مالهم وما عليهم فلولا سمح الله حصل حادث من سيارة لأي إنسان خارج هذه الخطوط فذنبه على جنبه ولو السيارة التي صدمته حصل بها ضرر والمصدوم انتقل إلى رحمة ربه الورثة يتحملون إصلاح السيارة لأن المتوفى خالف النظام والقانون صريح ويسري على الكبير قبل الصغير. هل نعجز أن نجد لمشاكلنا المرورية حلا، صدقوني كل مشكلة ولها حل ولكن تنقصنا العزيمة والإصرار وعدم استشارة أهل الخبرة وأهل التجارب وأهل التراث ومعالجة المشكلة من جذورها فقديماً قال عديمو الفهم "داوها وتبرى قال صاحب الرأي قصها وتبرى" فالقانون قانون على الجميع .