قبل ما يربو على خمسة عشر عاما كتبت هنا مناشدا لمعالي وزير الصحة يومها بضرورة توفير جهاز قسطرة القلب بمستشفى الملك عبدالله ببيشة، ويومها ورغم غضب واستهجان مسئولي مديرية الشؤون الصحية ببيشة من المناشدة لأسباب لازلت اجهلها حتى تاريخه ومندهشا منها إلا ان الوزارة مشكورة وعبر مكالمة هاتفية وعدتني خيرا وأن ذلك سيتوفر قريبا، ولكن للأسف حتى تاريخه وبعد مرور عقد ونصف لاشيء. وحتى اوضح للقارئ والمسؤول اهمية هذا المستشفى أشير إلى إحصائية الشؤون الصحية بمحافظة بيشة تقول ان عدد المستشفيات التابعة لها الى 6 مستشفيات و78 مركزا صحيا, اضافة الى عدد من المستوصفات الخاصة ومستوصفات طب الأسنان ومركز طبي لأمراض العيون. ذكرت ذلك في إحصائية عام 1431ه وأنه بلغ عدد مراجعي قسم الطوارئ في مستشفى الملك عبدالله بمحافظة بيشة خلال ذلك العام (111953) مراجعا، واشارت الإحصائية الى انه بلغ اجمالي عدد مراجعي العيادات الخارجية في نفس العام (85431) مراجعا هذا المستشفى كان عرضة طيلة الأعوام الماضية لمشاكل إدارية تناولتها وسائل الإعلام وشكلت لجان ومع ذلك بقي الحال كما هو وكأن الأمور تسير بالبركة والمريض آخر اهتمامات الشؤون الصحية ببيشة، وكأن جلّ ما عليها إنشاء مبان وتجهيزات عادية وموظفين دون إكتراث بالجودة. أثبتت الأيام أنني لم اكن ابالغ حينما قلت في مقالة سابقة (مستشفى بخدمات طوارئ) والحديث عن قسم الطوارئ مع ذلك يدمي القلوب والمشاكل هنالك اكثر من ان تحصى في عجالة ولقسم الطواري حديث قريب مفصل بإذن الله ولكن حديثي اليوم هنا عن مستشفى الملك عبدالله ببيشة وما يستهدف بخدماته من أكثر من نصف مليون مواطن وحاجته الماسة لطبيب استشاري قلب وجهاز قسطرة على أقل تقدير، فبين كل فترة وأخرى اجدني مضطرا لزيارة قريب او صديق شاءت إرادة الله ان يكون حبيس العناية المركزة، نتيجة قصور فني نحمله بكل مرارة وزارة الصحة. وذلك لعدم توفر قسم خاص بالقلب وإجراء عملية قسطرة والتي تعتبر اليوم من اولويات أي مصحة طبية، هذا بالإضافة لعدم وجود اجهزة (اشعة) حديثة حتى اصبح المستشفى بأسره اشبه (بقسم طوارئ) يعتمد القائمون عليه على إيداع أي مريض عنده إشتباه في القلب قسم العناية المركزة والذي تم توسعته أخيرا ليكون اشبه بسجن عبر ممرات ودهاليز هي ابعد ما تكون عن غرف عناية مركزة وعلى اهل أي مريض سرعة البحث عن سرير في مستشفى آخر خارج المنطقة وكذلك البحث عن وسيلة إخلاء طبي، رغم انه لو توفرت اجهزة عمليات القسطرة، لخفف ذلك من البحث عن طائرات الإخلاء الطبي، ولتم كشف كثير من الحالات وعلاجها بداخل المستشفى، ولو توفر عربات إسعاف مجهزة لتمّ نقل المرضى إلى مستشفيات ابها والخميس والباحة التي لا تبعد سوى (200) كلم، علما بأن مستشفى الملك عبدالله ببيشة يقصده كما اسلفت مرضى العديد من المحافظات، خصوصا في الحوادث. أتمنى واتعشم أن يعطي هذا الجانب وبالذات اجهزة قسطرة القلب والإشعة الحديثة وعربات الإسعاف المجهزة طبيا أهمية وذلك حتما سيخفف من معاناة الناس ويبادر إلى متابعة سير الأداء بهذا المستشفى المؤهل لأن يخدم بيشة وما حولها من محافظات بصورة أكثر جودة وحسن أداء متى ما تم تشغيله جيدا.. ايضا بمناسبة منظر مؤسف يشاهده من قدر له زيارة قسم العناية بالمستشفى خصوصا بعد توسعته الأخيرة لتغطية القصور الفني، حيث اصبح اشبه بالسوق الشعبي وقت الزيارة ولا يتوقع أن يكون ذلك منظر عناية مركزة، فإدارة المستشفى تهربا من المتابعة ركنت إلى إصدار اوراق مرقمة لكل سرير ثلاث بطاقات عادية لا تحمل أي صفة رسمية يسلمها مسؤول الأمن لذوي المرضى ثلاث بطاقات لكل مريض مقابل تأمين بطاقة الأحوال الشخصية رغم المنع المشدد من قبل وزارة الداخلية فبطاقة الأحول تسحب مقابل ورقة عادية لا تحمل أي صفة رسمية، وتجد ان رجل الأمن يحشر البطاقات في جيوبه بشكل مقزز دون إكتراث بأهمية بطاقة الاحوال الشخصية ثم يسمح للعشرات من حاملي تلك الاوراق بالدخول في امواج مخيفة إلى العناية المركزة حقيقة منظر تقشعر منه الأبدان ويؤكد الإهمال الواضح من قبل إدارة المستشفى وما يترتب على ذلك من إزعاج للمرضى وعدم توفر الأجواء الصحية النقية لمن هم في مثل تلك الحالات ولا أدري إلى متى يبقى هذا المستشفى خارج نطاق اهتمام الوزارة. هذا وبالله التوفيق. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993