سؤال يخطر في بالي ، الزمن أم نحن ؟ من لا يستطيع أن يفهم الآخر . هل الزمن بات بلا عقل حتى لا يستوعب منا ، أم نحن الذين تغيرنا ؟ . جملة تردد في أوساط الجيل القديم بأن الزمن القديم هو الزمن الأصيل ، زمن الكرم والأخلاق الرفيعة . ولكن هذا الزمن زمن «الآي باد والآيفون» حتى أن الطفل يمسك بجهازه قبل رَضْاعته . ولكن ما الذي تغير . هل أصبحت التكنولوجية خاوية من الزمن الجميل أم نحن الذين تغيرنا حتى في سلوكياتنا ؟. ولكني أجزم بأن الذي لا يفهم الآخر هو نحن ، أما الزمن فهو يحكم نفسه على تغير الزمان والمكان ، فنحن لا نعامل الزمن على أنه الحاضر . حتى أصبحنا في صراعات دائمة مع النفس . ففي اجتماعاتنا نتذمر على الزمن وكأنه هو الذي يلعب بنا لعبة الورق . وفي نقاشاتنا نكرم التخالف والتحزب والتعصب على الزمن نفسه . نحن نخاف من التكيف مع الزمن الجديد . نريد أن يفضل الحال على ما هو ولا نريد أن نجدد تفكيرنا أو عقولنا وسلوكياتنا . نريد الأخلاق الحميدة ولكن بزمنٍ قديم . اذن ما فائدة الزمن حينما نريد ماضٍ قضى وانتهى بحلوه ومره . التكيف مع الزمن الجديد يخلق من دستور الحياة قانون الأخلاق وقانون السلوك . حتى أصبح بائع البليلة يتغنى ويتسمى باسم الزمان ففي كل شارع يبيع بليلته بلافتة كتب عليها ( بليلة زمان ) . لكن لماذا لا نتغنى بزماننا الحاضر ونضع لافتة مكتوب عليها ( بليلة حاضرنا ) .نحن نعاني من مشكلتين أساسيتين أولهما التغني على الزمن القديم وثانيهما عدم تغير واقعنا السلوكي . فالعقل هو من يغير مجرى الحياة إلى أجمل واقع . دام زمانكم بكل خير . Twitter : @Oudai_sh