لا يتوقف رضا زيتوني عن ترديد الأهازيج الشعبية لجذب المارة باتجاه بسطة البليلة التي يقف عليها وإمتاعهم بعبارات مختلفة من قبيل «تعال شوف ياصائم.. هذه البليلة بالليمون .. وعليها شوية كمون .. تعالي ذوقي ياعروسة .. هذه البليلة المضبوطة .. يابليلة بللوكي ..وبالجواهر ثمنوكي .. بعنا واشترينا .. من ورق الجنينة». زيتوني الذي يعمل في بيع البليلة منذ أن كان ابن السابعة، يؤكد أنه تعلم هذه الصنعة من والدته، فكان يدرس ويشتغل في بيع البليلة في الحارة، «والدتي علمتني كيفية طهي وتحضير البليلة والأكلات الرمضانية الأخرى كالترمس والفول النابت والبسبوسة اليمانية وأكلة الأقر منيس، وهي أكلة جاوية». تختفي بسطات البليلة طوال العام وتعود بقوة في رمضان، إذ يعتبر البعض البليلة من الوجبات الخفيفة التي تؤكل خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور، وهو ما يؤكده زيتوني الذي يتوقف عن العمل في بيع البليلة ويعود في رمضان. ويوضح زيتوني أنه كان يشتري البليلة التركية والشامية وهي أجود أنواع البليلة؛ لأنها تسقى بمياه الأمطار، ومع مرور الوقت تطورت الأنواع وأصبحت الأسواق مليئة بالبليلة الأسترالية والأمريكية والهندية خصوصا أنها أقل كلفة من غيرها. وعن سر إقبال الزبائن على البليلة قال توفيق من الله ودعاء الوالدين والنفس في الطبخ، حيث أننا نقوم بتصفية البلية من الأحجار والأخشاب الصغيرة ونضعها في الماء لفترة من الزمن بعد ذلك نقوم بتغيير الماء قبل طبخها.