منذ كنا صغارا وعبارة (العقل السليم في الجسم السليم) تصف واقعا غير واقعنا، فواقعنا يقول "سمنة، كرش، ترهل، تخمة فهل هذا يعني بالضرورة أن عقلنا ليس سليما؟ الجسم المثالي علامة تميز صاحبها "صحة، لياقة، جسم متناسق" لكن الصدمة الهوس الشبابي للحصول على هذه النوعية من الأجسام، فيلجأ الشاب الى الأندية الرياضية التي تحقق المنفعة للجسد لا لمضرته بأداء التمارين المكثّفة، والمنظّمة بالأوزان الحديدية، والآلات الرياضية المخصصة لكل عضلة، إضافةً إلى تناول الغذاء بشكل مكثف يوازي حجم التمارين المؤدّاة، إضافة إلى الراحة الكافية يومياً لحث العضلات على النمو، ولكن مع "عصر السرعة"اصبح الحصول على جسد متناسق و"معضل" سهل، فخلال مدة أقصاها ثلاثة أشهر تجد الشاب الهزيل اصبح مفتول العضلات يتجول في الشوارع، والمراكز، ويجلس في "الكوفي شوب "ويطلب قهوته الاسبريسوا، ويتلذذ بمذاقها المر بملامح تدعوك الى الدهشة، وتعود بك الذاكرة عندما تراقبه في حركته في مشيته، والتفات رأسه، وسكون ذراعية الى لعبة "الرجل الآلي" ومن الطبيعي ان يلفت هذا الجسد انظار الفتيات المفتونات بأبطال افلام السينما المعروفين بالاجسام المفتولة بالعضلات ومن الطبيعي أن يلقى صاحب هذا الجسد نظرة الاعجاب من الجميع وقد أكون أنا أولهم. لكن المشكلة وراء هذا الجسد حكاية عواقبها وخيمة في المستقبل، وقد تكون النهاية مؤلمة "لرجل شجاع" لهث خلف العقاقير، والمنشطات، والأعشاب، والكبسولات التي تلقى رواجا كبيرا لدى الصيدليات، وصالات الرياضة، وعندما تسدي النصيحة لشاب، وتوضح له اخطار هذه العقاقير يجيبك انه يستخدمها تحت اشراف مدرب، والى جانب استخدامها فهو يحرص على التمرين اليومي، لكن المشكلة الأكبر ان بعض مدربي رياضة كمال الاجسام يتاجرون بتلك الحقن، والهرمونات مقابل اموال طائلة حتى انها تباع بطريقة خفية للمهووسين بتضخيم اجسادهم، وللأسف الكثير منها تتسبب في امراض عدة وتؤدي الى الموت المحتم حال تناولها بجرعات متزايدة دون استشارة طبيب مختص . من الضروري تنظيم حملات توعية حول خطورة تلك السموم على صحة شبابنا، وان تكون حملات متواصلة، وان تسلط وسائل الإعلام على اخطار هذا "الموضة الشبابية "التي تروج لارتداء جسم كاذب خاصة ان النسب تؤكد ان المهووسين بها في تزايد، ومن الضروري محاسبة المسؤولين عن ترويج الهرمونات المحظورة بين الشباب، وتشديد الرقابة على الصالات الرياضية .