نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - شارك صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية في منتدى إسطنبول لشركاء تحالف الحضارات الذي افتتحه أمس دولة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وممثلي الدول. وألقى سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز كلمة المملكة في المنتدى التالي نصها :بسم الله الرحمن الرحيم... أصحاب السمو والمعالي... في البداية يسرني أن أنقل لكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وتمنياته بأن يوفق الله سبحانه وتعالى مؤتمركم هذا لما فيه الخير والسداد، وتحقيق أهدافه وغاياته النبيلة.كما أود أن أعبر عن شكر وتقدير المملكة العربية السعودية لجمهورية تركيا الشقيقة على استضافة منتدى شركاء تحالف الحضارات وعلى الجهود المبذولة في الإعداد والتنظيم الدقيق له، واغتنم هذه المناسبة أيضا للتنويه بما يبذله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات فخامة الرئيس جورج سمبايو من جهود مكثفة لدعم وتعزيز تحالف الحضارات، بما يحقق أهداف التحالف المتمثلة في الحوار البناء وتبادل الأفكار لتحقيق الاستقرار والتواصل الثقافي وتبادل المنافع بين المجتمعات، المنسجمة مع القيم الثقافية والسياسية في مجتمعاتنا. أيها الإخوة والأخوات.. لا تزال العلاقة بين الحضارات المختلفة بصفة عامة يشوبها تدني مستوى الثقة بين أطرافها، نتيجة ظروف تاريخية وسياسية واجتماعية متعددة، الأمر الذي أوجد عقبة في وجه أي حوار حضاري بنّاء ومتكافئ بينها، حيث لا تزال الصور النمطية لدى الشعوب عن الحضارات الأخرى سلبية في بعض جوانبها، مما يتطلب منا جميعا حكومات ومنظمات ومؤسسات دولية و مجتمع مدني تكثيف الجهود للتخفيف من كيل الاتهامات لبعضنا البعض حتى لا تتسع الفجوة الثقافية والحضارية بين الأطراف كافة. الأخوة الكرام... إن من أهم ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية بناء السلام والوئام والاستقرار العالمي، والابتعاد عن اللجوء للقوة والعنف لحل الخلافات التي تنشأ بين الدول، لذا فإن المملكة تؤيد وتدعم دور الأممالمتحدة في تحالف الحضارات، الذي يقوم على أهداف نبيلة تتمثل في تعزيز ثقافة السلام بين الشعوب والحضارات، والاحترام المتبادل لخصوصية الأمم والشعوب ولتنوعها الثقافي. وفي هذا الإطار بادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إيمانا بهذه القيم بإطلاق مبادرة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات، أكدتها رعايته الكريمة لمؤتمر العلماء المسلمين في مكةالمكرمة لتأصيل مبدأ الحوار، ثم رعايته بمشاركة جلالة ملك أسبانيا ورئيس وزرائها ونخبة من الشخصيات العالمية مؤتمرا عالميا للحوار في مدريد في 16 يوليو 2008م، تبعه عقد اجتماع رفيع المستوى للجمعية العمومية للأمم المتحدة في دورتها (63) عام 2008م. وقد توُّج ذلك كله بتوقيع المملكة العربية السعودية مع كل من جمهورية النمسا ومملكة أسبانيا اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، الذي يهدف إلى تعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتشجيع الاحترام والتفاهم والتعاون المشترك بين الشعوب، ودعم العدل والسلام، والتصدي لسوء استخدام الدين لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع والإقصاء، وتعزيز الاحترام والمحافظة على قدسية المواقع والرموز الدينية، ومعالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات، ونأمل من هذا المنبر تعاون منتدى الأممالمتحدة لأصدقاء تحالف الحضارات مع المركز حتى يتمكن من القيام بأنشطته وبرامجه بعد افتتاحه في شهر نوفمبر القادم إن شاء الله. أيها الإخوة الكرام... إن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى أن يسود التفاهم والحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الشعوب والحضارات كافة، انطلاقا من قيمنا وأخلاقنا الإنسانية والتنوع الغني لحضاراتنا وثقافاتنا، وانطلاقا من التزام المملكة العربية السعودية بأهداف هذه الرسالة السامية التي يقوم بها أصدقاء تحالف الحضارات بالأممالمتحدة في مختلف المجالات، فإنه يسرني أن أعلن عن تبرع المملكة بمبلغ مليون دولار لدعم وتعزيز شركاء تحالف الحضارات. أشكر لكم حسن إصغائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.