مسلّمات العصر الحديث كثيرة إلا أن بعضها لا يقبله العقل ولا المنطق، من هذه المسلمات القطار الوحيد الكارثي والحفريات والمطبات قبل وبعد صيانة الطرق وسوء الخدمات الصحية جملة وتفصيلا وسوء صيانة المدارس وانعدام المياه الباردة فيها وتأخر رحلات الخطوط السعودية ومحادثة موظف الاتصالات دون انقطاع الخط أو ارتفاع ضغط الدم واستحالة القضاء على البطالة وتكرار حافز وحل مشكلة الخادمات والاحتفال بمغادرة آخر بنغالي والقضاء على العمالة السائبة واستقرار الأسعار وقناعة التجار وزيادة الرواتب وشراء أرض بدون ديون واستلام القرض قبل 20 سنة والقضاء على الواسطة وارتفاع ترتيب الجامعات بدون فضائح وعودة الصورة البانورامية لأرامكو والقضاء على ظاهرة التفحيط ووجود القضاة الساعة 8 صباحا في المكتب وتوقف الهجمات على الهيئة وتجريم الإلحاد وتطبيق حد الردة واكتشاف فساد عن طريق نزاهة وحل أي مشكلة بعد وصولها للشورى وفوز نادي النصر ببطولة. بأمانة لست هنا للهجوم ولا أرغب في المبالغة ولكني عجزت عن اختصار المقدمة ولولا المساحة المخصصة للمقال لكانت المقدمة أحد المعلقات الحديثة وقد تدخل موسوعة غينيس وتفوز بجائزة نوبل، إلا أن الغرض من جمعها هو بيان وتجلية لبعض ما يتردد على ألسنة الناس .. تجده مفصلا في مقالات الكتاب، وسوف تصدم لو حاولت متابعة ما يتعلق بخدمات المواطنين وحقوقهم المنقوصة أو المعدومة مما يتم تداوله في برامج التواصل الاجتماعي كتويتر والفيس بوك وغيرها. من المعلوم أن رضا الناس غاية لا تدرك ولكن أقل القليل من مطالب الشعب فرض لا عرض، وجميع الوزارات والدوائر الحكومية لديها جهاز للعلاقات العامة والإعلام من خلالها يتم رصد آراء المجتمع بمن فيهم الكتاب والمثقفون عن طريق الصحافة والإعلام، وبعضها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار حلها لا يحتاج إلا لقليل من الإخلاص وجرعة من التفاني، فلماذا نجد أن بعض القضايا الجوهرية تمر عليها السنين العجاف دون تقدم ولا بصيص أمل، مثل شراء أرض وامتلاك مسكن واستقرار أسعار المواد الاستهلاكية والعلاج في مستشفيات بدلاً من المراكز اللاصحية وتوفير وظيفة تضمن لقمة عيش كريمة في بلد النفط والخيرات. الحديث عن الخدمات العامة وحقوق المواطن حديث ذو شجون ولا يخلو منه مجلس أو مقال أو برنامج حتى يكون هو جوهر الموضوع أو أحد المحاور ولابد من التطرق له والمرور عليه لأنه موضوع متشعب وجزء لا يتجزأ من كل المواضيع والقضايا، فلا يوجد هم ولا أهم منه في حياة الناس سوى الدين وحقوق الخالق جل في علاه. نكزة : تناسيت القطاع الخاص والدور الاجتماعي الغائب والعلاقة بين الغرف التجارية والتاجر والمستهلك .. أما حماية المستهلك وحفرة «النعامة» فهو مطلب ورسالة نوجهها لمعالي وزير التجارة «الشجاع» مع أني على قناعة بأن الملف أصبح بين طرفي الرحى. والله أعلم https://twitter.com/SultanShehri