ثمة وظائف من السهل أن نحرر لها تعريفاً من خلال جمع حروف الأبجدية حرفاً يتلوه آخر لنخرج قبل نقطة النهاية للسطر الأول بجُمل كافية ووافيه ؛ ولكن حينما تكون تلك الوظيفة تتعلّق بمن يمنحنا معنى الحياة وأدق رموزها فالأمر بطبيعة الحال سيكون مختلفاً جدّا ولعلي أُسّلط الضوء بشكل خاص على الجانب (الأنثوي)...نعم أن أتحدث عن (المعلمة) تلك التي تدور كل جهودها في فلك الإنسان..حاضرة..ومستقبلة..رقيّة الفكري والروحي..بل وتأمين سلامه أبعاده الرؤيوية في زمن أصبحت القوة الحقيقة للأمم تكمن في مدى علو كعبها التعليمي والثقافي...خصوصاً من جانب (أم المستقبل) والتي بطبيعة الحال إن نجحنا في إعدادها فقد أعددنا شعباً طيّب الأعراقِ. مؤخراً عاشت ينبع وعيّشت معها بقية مدن مملكتنا الحبيبة الشيء الكثير من الحزن على إثر المأساة الإنسانية والفاجعة العميقة جداً والتي ما أن أستذكر فصولها إلاّ وأشعر بالكلمات تنزلق من بين أناملي حزناً وألماً على تلك الروح التي غادرتنا لجنة الفردوس الأعلى إن شاء الله (تالا الشهري)...وبعيداً عن تفاصيل القضية والتي يحفظها الأغلبية عن ظهر قلب..وأنا بكلامي هذا لا أودّ التقليل من تفاصيل الحدث وإنما أردته مقدمة لما سأكتبه عن أم تالا ومن يُشاركنها ذات الوظيفة (كمعلمات).. فالمعلمة تلك التي ننتظر منها أن تسكب في كيان (فلذات أكبادنا) العلم والنور والحب والحنان والأمل... بل وتقارع الجهل بكل فروعه دينياً ودنيوياً وليس أعلى ولا أغلى من بذورها التعليمية تلك التي دائما ما تتعدها بالتربية والإصلاح... ولكن كيف سيكون كل ذلك أو بعض من ذلك إن كانت تمسك بطباشيرها البيضاء وفكرها معلّق مع فلذات كبدها هي...والذين تركتهم مع (خادمة) من أجل فلذات أكبادنا نحن وبطبيعة الحال من أجل لقمة عيشها..!؟ أليس من أبسط حقوقها أن نؤمّن لها الأمن والطمأنينة من خلال إنشاء (دور حضانة) تحت إشراف بنات بلدنا الحبيبة وهنّ كُثُر ومؤهلات ولله الحمد لمثل تلك الأعمال وأكثر...ومن هنا أحرر كلماتي إلى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظة الله ورعاه وأدام عزّة ونصره ذلك الرجل الذي تزداد ثقتي في الحياة وأتشبع أملاً في حل كل المعضلات متى ماجاء اسمه كيف لا وبهجتنا كسعوديين جاءت من صميم كيانه كإنسان ومن تفاصيل أفعاله كقائد يغبطنا كل العالم عليه. فكلنا يعلم إن أعظم مسؤولية في زمننا هذا لأيّ أنثى هي أن تكون (زوجة وأم) ولكم أن تتخيلوا ما فيها من عناء فكيف سيكون الحال وإن كانت مربّية أجيال لابد وأن ذلك العناء سيتضاعف وهو بطبيعة الحال سيؤثر على فلذات أكبادنا القابعات على المقاعد الدراسية....فأملنا بالله ثم بك يا خادم الحرمين الشريفين بأن تزيدنا كرماً فوق كرمك السابق في كل المجالات التي تصبّ في مصلحة المواطن..بإنشاء دور حضانة في كل مدرسة فوالله إن الضرورة تستوجب ذلك...والضرر المترتب على عدم إنشائها أكبر بكثير من كل الكلمات.ولعل الدائرة تتسع أكثر حينما نتحدث عن (المرأة الموظفة) بشكل عام ولعلي ذكرت المعلمة كونها تمثل السواد الأعظم حينما نتحدث عن المرأة العاملة وإلا فإن كل الموظفات بما فيهن الطبيبة والممرضة هُن أيضاً بحاجة لمثل تلك الدور. ختاماً هي خالص الدعوات وأصدقها لوالد تالا الشهري ووالدتها وكافة أسرتها بأن يقبل الله بفضله ورحمته طفلتهم كشفيعه لهم يوم القيامة ؛ وذات الدعوات لزوجة " عبدالرحمن عزيز قنديل " والذي توفي على إثر القضية ذاتها بحادث مروري كتبه الله عليه وعلى طفلته فرح التي كانت تعاني أشد الألم في العناية الفائقة في مستشفى ينبع الصناعية إلى أن توفاها الله يوم السبت الماضي وأن يعوّض والدتها ويصبرها فوالله إنها عاشت مرارة الفقد بكل تفاصيله فلا حولا ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم. [email protected]