صدمنا قبل فترة بحادثة قد تكون الأولى من نوعها وهي اختطاف طفل رضيع لم يكد يرى نور الحياة بعد من حضانة الأطفال بمستشفى الجوف ولم نكد نفيق من هذه الصدمة حتى صدمنا بحالة مشابهة وهي اختطاف الطفلة شهد من إحدى الغرف في المستشفى العسكري بمدينة الرياض لن نتحدث هنا عن مدى الفاجعة وعما يقاسيه الوالدان والأسرتان المنكوبتان في الجوفوالرياض لأنها اكبر من أن توصف واعظم من أن يتحملها بشر وكل ما نملكه هو الدعاء لله جل وعلا بأن يمن عليهم بالصبر وقوة الايمان والاحتساب وان يعجل لهم بالفرج في عودة فلذتي اكبادهما فهو ولي ذلك والقادر عليه كما اننا لن نناشد الخاطفين لأن من في قلبه ولو مثقال ذرة او دون ذلك من الايمان اوالرحمة أو الانسانية لن يقدم على هذا الجرم العظيم والفعل المشين ومثل هؤلاء المجرمين لن تجدي معهم المناشدة شيئا لأن قلوبهم والعياذ بالله (كالحجارة بل هي أشد قسوة) ولعلنا هنا نستحضر قصة نبي الهدى والرحمة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما كان جالسا مع بعض أصحابه فاذا بحمامة تأتي وتقع على راسه او على مقربة منه ليعرف رسول الله عليه الصلاة والسلام بأن هذه الحمامة قد فجعت في صغيريها فقال عليه الصلاة والسلام (من فجع هذه الحمامة في صغيريها فقال احد الجلوس انا يارسول الله فأمره باعادة فرخي الحمامة الى عشهما) او كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام هذا يحدث من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع طائر قبل ان يعرف العالم بأسره ما يعرف اليوم بجمعيات الرفق بالحيوان ولكنه الاسلام الذي جعله الله رحمة لكل شيء وحتى الحيوانات والطيور التي أحل الله لنا اصطيادها وأكلها أمرنا الله بعدم ترويعها أو تعذيبها. يحدث هذا من رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام مع حمامة فجعت بخطف أحدهم لصغيريها فكيف بقلوب هولاء المجرمين واي قلوب يحملون وبأي مشاعر يعيشون نعود بعد هذا الاستطراد للأهم وهوالتساؤل عن الاجراءات التي تم اتخاذها من قبل الجهات المعنية في المرافق الصحية سواء كانت حكومية أوأهلية للقضاء على هذه الظاهرة التي من المحتمل ان تتكرر في اكثر من مستشفى وفي اكثر من مكان للوهلة الأولى يبدو ان الجريمتين حدثتا في اوقات الزيارة حيث تعج المستشفيات بالزوار ويصعب فيها التمييز بين الداخلين والخارجين لذلك فان على الجهات المسئولة تقييد خروج المواليد الا مع امهاتهم وابائهم ويكون ذلك في غير أوقات الزيارة وحسب الطرق النظامية المنظمة لهذا الموضوع كما يمنع دخول الأطفال الرضع في اوقات الزيارة للمستشفى بأي حال من الأحوال وفي حال وجود رضيع خارج المستشفى في حاجة الى الرضاعة من امه المريضة او المرافقة داخل المستشفى فلا يتم دخوله الا بآلية معينة ويكون ذلك في غير أوقات الزيارة. بالنسبة لحاضنات الأطفال فيتم إحكام الحراسة عليها ولايتم الدخول لها مطلقا الا من قبل العاملين ويمكن لمن يرغبون في مشاهدة اطفالهم والإطمئنان عليهم مشاهدتهم من خلف الحاجز الزجاجي على الا يتم الدخول لموقع الحضانة الا بالاثبات الرسمي للهوية واثبات القرابة على الا يسمح الا للأم والأب فقط مع وضع كمرات للمراقبة داخل حاضنات الأطفال والمنطقة المحيطة بها وكذلك في جميع الممرات بالمستشفيات ويستثنى من ذلك غرف المرضى وتشديد الرقابة الأمنية على المخارج اثناء وقت الزيارة وفي حالة الشك يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ويجب على جمهور الزوار التعاون مع الجهات المسؤولة وعدم إبداء التذمر من هذه الاجراءات أوغيرها و التي تصب في الدرجة الأولى في مصلحتهم. أعتقد انه بتطبيق مثل هذه الإ جراءات وغيرها من الإجراءات الحازمة الأخرى يمكن معالجة هذه الظاهرة الخطيرة والا فإن ما حدث في الجوفوالرياض قابل للحدوث في مواقع أخرى مستقبلا وفي حينها لن يفيدنا الندب والعويل ورصد المبالغ المالية المجزية لأننا كمن يصرخ في واد ولايسمع الا رجع صوته الذي لاطائل من ورائه.