لا يشك مسلم في أنه يجب ان يكون درعاً واقياً لدينه، لا يرضى أن يسمه احد بسوء، او أن تزدرى نصوصه، أو يسخر من نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن يضحي في سبيل ذلك بكل ما يملك، وأن يكون له الخادم الامين، الذي يعلي شأنه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن يجب عليه قبل هذا أن يعلم دينه واحكامه، قواعده، وأصوله ومقاصده السامية علم اليقين، وان يستقيم عليه، يتأمر بأوامره وينتهي عما ينهى عنه، فيحمله إلى الناس لا مجرد شعار بالقول يرفعه، بل يكون نموذجاً له حياً يسعى على قدمين، وهذا وحده ما يجعله قادراً على الذود عن دينه ومقدساته، فجاهل الشيء لا يمكنه ان يدافع عنه، أو يبلغه لغيره، والاساءة الى الدين ونصوصه ورموزه واقعة لا محالة، ممن يرى فيه عدواً له من الأمم والنحل الأخرى، وقد وقعت على مرّ الزمان، منذ ظهور الإسلام، وحتى يوم الناس هذا. وقد واجه سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حال حياته الكثير من هذه الاساءات فلا يزيد على ان يقول: لقد أوذي اخي موسى بأكثر من هذا فصبر، ولم تنقطع هذه الاساءات عبر العصور، وقد تقع من مسلم بدأ الشك يتسرب الى نفسه، وقد ألّف علماء الأمة في ماضيهم وحاضرهم الكتب في ذلك وحكم من اساء الى الرسول عليه الصلاة والسلام أو شتمه، وما يجب أن يلقى من عقوبة، وكما أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا إلا ان اتبعنا ملتهم، فنحن ما دمنا مؤمنين بالله وبهذا الدين الحنيف، فنحن نتمنى لو أننا هديناهم الى الخير المتمثل في ديننا، ونسعى لذلك، وخير مسعانا له بالاستقامة على ديننا حتى يتمثل في كل قول ننطق به، او عمل نأتيه، فنكون نماذج حية له يراها الناس فيقتنعون بمحاسن ديننا فيتبعونه، او على الاقل ان يكفوا اذاهم عنه وعن النبي صلى الله عليه وسلم، اما اذا جعلنا ديننا وراء ظهورنا وآتينا من الأفعال والأقوال ما ينافيه، فللناس من حولنا ان يسيئوا الظن به وبنا، وتنطلق ألسنتهم وأيديهم بالأذى، وهذا ما يحدث بين الحين والآخر كما هو الحال في صورة هذاالفيلم المسيء للاسلام والنبي، الذي صنع في امريكا، ليستثيرونا به ولتكون ردة فعلنا دائماً على صورة واحدة غير مجدية، فهلا أدركنا هذا هو ما أرجو والله ولي التوفيق. ص.ب 35485 جدة 21488 - فاكس: 6407043 [email protected]