حاذت تركيا وماليزيا على نصيب الأسد من حجوزات السائح السعودي لصيف هذا العام، حيث ذكر متخصصون في قطاع السياحة والسفر السعودي أن تركيا وماليزيا استأثرتا بنحو 800 ألف سائح سعودي. وكشفت جولة على عدد من وكالات السفر والسياحة في مدينة الطائف عن استحواذ تركيا وماليزيا على نسبة 50% من وجهات المسافرين السعوديين. ورأى خبراء أن السائح هذا العام وقع في حيرة بسبب قلة وجهات السفر وارتفاع الأسعار والزمن المحدود للإجازة الصيفية لا سيما مرتادي السياحة في البلدان العربية، بالإضافة إلى أن العروض السياحية على بعض الدول العربية مثل مصر ولبنان وسوريا وتونس والأردن توقفت بسبب ضعف الطلب لما تشهده تلك الوجهات من أوضاع سياسية متهدورة, وهو ما صبّ في صالح تركيا وماليزيا. وأرجع خبير السفر والسياحة محمد المغربي هذا الإقبال لعدم استقرار الأوضاع بشكل تام في عدد من الدول العربية، حيث شهدت الأيام القليلة الماضية تغيير جداول الرحلات المتجهة إلى لبنان بعد أن قرر أصحابها استبدالها بدول أخرى بسبب تلك الأوضاع. وأشار المغربي إلى ظهور عروض تسويق وبرامج سياحية جيدة تشمل التذاكر والسكن والمواصلات لمدة عشرة أيام في تركيا بقيمة 7 آلاف ريال، ويمكن أن يغطي أياما إضافية في مصر أو لبنان للمسافرين الذين اعتادوا قضاء إجازتهم الصيفية في الدول العربية. وأضاف أن الحجوزات تشير إلى استمرار ارتفاع الطلب على السفر إلى أوروبا بمعدل يزيد عن 300 ألف سائح، وهناك تركيز على النمسا هذا العام بشكل خاص بعد تخفيض مدة استخراج الفيزا الموحدة للاتحاد الأوروبي من 21 إلى 12 يوما. وأوضح أن معظم المسافرين حددوا عودتهم مع بداية شهر رمضان القاد، ومن المتوقع أن تكون الحجوزات على الدرجة السياحية على جميع خطوط الطيران المتجهة إلى دبي مستنفذة في أوائل أيام العيد لأن السياح يفضلون السفر إلى أي دولة عربية قريبة لا تحتاج لتأشيرة، وهناك احتمال تسويق رحلات إلى شرم الشيخ إذا استقرت الأوضاع في مصر بشكل أفضل. واعتبر المغربي هذه الوجهات السياحية التي تم استثناء الدول العربية منها ظاهرة مؤقتة لتملك السعوديين عقارات منذ سنوات طويلة في مصر ولبنان وتونس، ووجود جيل مشترك من الشباب والأطفال ناتج عن مصاهرة السعوديين لأبناء العائلات في هذه الدول. ولم يستبعد المغربي استمرار طلب السفر إلى المغرب لقضاء إجازة الصيف بعد افتتاح مشاريع سياحية ساحلية شاسعة هناك باستثمارات سعودية وخليجية. يُذكر أن أعداد السعوديين المسافرين إلى تركيا ازدادت بنسبة 100% خلال العامين الماضيين بعد أن كان عدد المسافرين إلى تركيا لا يتجاوز 30 ألف سائح سعودي سنوياً حتى عام 2009م. وتعد تركيا من المناطق السياحية ذات الجذب العالي لما تتمتع به من إمكانيات طبيعية وتاريخية وحضارية بحكم موقعها الجغرافي المميز بين قارتي آسيا وأوروبا وسحر إطلالتها على البحر الأسود وبحر إيجه مع تنوع الطقس من منطقة لأخرى.