شكلت جريمة تهديدات ليبرمان الوزير في الحكومة الإسرائيلية الاحتلالية ردود فعل مختلفة في الأوساط العربية والفلسطينية، وكان المظهر الغالب لتلك الردود هو المقالات والتحليلات والمقابلات الاعلامية التي راحت تبحث وتندد وتستنكر هذه الجريمة الليبرمانية الاسرائيلية الحقيرة.. وتبدو هذه الجريمة بأنها مقصودة في هذا التوقيت وتستهدف خلط الأوراق وإعادة تشكيل أوراق الشرق الأوسط الجديد بما يخدم السياسة الاحتلالية وبالتالي العودة الى نقطة الصفر من جديد، وإدخال المنطقة في أزمات جديدة ترى اسرائيل أنها تخدم مشروعها التوسعي والاستيطاني والاحتلالي لسنوات قادمة.. ان السيناريو الأول لتهديدات ليبرمان يقول إن العقلية الاحتلالية واحدة وتنظر للكل الفلسطيني كعدو يجب أن يقتل ويجب أن يطرد ويجب ان يعتقل ويجب ان يطرد ويجب أن يهدد على طول الوقت.. أما السيناريو الثاني لتهديدات الارهابي ليبرمان فيقول إن كل من يتمسك بالثوابت الفلسطينية ولا يقدم خدمات وتنازلات لاسرائيل يجب أن يكون خارج اللعبة السياسية ويجب أن يحاصر ويطرد وحتى ان يقتل بأي طريقة، لأن الثوابت الفلسطينية تعني عدم قبول الدولة اليهودية وعدم قبول الاستيطان وأيضا العمل لاقامة الدولة الفلسطينية. لقد أثبت التاريخ أن تهديدات قادة الاحتلال الاسرائيلي ليست عفوية او ارتجالية او غير مدروسة، بل هي قرارات تنتظر التوقيت المناسب لتنفيذها وتهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي لقبولها أو على الأقل احتوائها ومعالجتها بصورة متأنية. كل ذلك يلقي بظلال كثيفة من اليقين أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يقع الآن في مرمى النار الاسرائيلية وأن التهديدات جادة ومقصودة وان هناك عبثا مقصودا في التصريحات والتهديدات الاسرائيلية ليقرأ ردود الفعل ويجس النبض العام واختبار رد فعل الكل الفلسطيني خاصة والعربي والدولي عامة.. وأيضا ان استهداف التهديدات الاسرائيلية لشخص الرئيس هو استهداف للموقف الفلسطيني ومنع أي تقدم على المسار الدبلوماسي والحق في طلب العضوية للدولة الفلسطينية بالأمم المتحدة بالتالي ان الاستهداف يشكل أقصى حالات الابتزاز الأمني والسياسي الاسرائيلي للرئاسة الفلسطينية والقرار الفلسطيني. في نهاية المقال نقول إن القيادة هي القرار واننا نثق تماما في قرارات الأخ الرئيس ابومازن وفي حكمته وقوته وصموده الأسطوري أمام ليبرمان وكل من يمثل نهج ليبرمان سواء كانت لغته عربية أو أعجمية أو أجنبية أو أي لغة كانت.. فاللغة الفلسطينية يجب أن تكون لغة واحدة وموحدة لأن اسرائيل لا تفرق بين الحروف الفلسطينية وتستهدفنا جميعا والتاريخ أثبت ذلك ولهذا نقول لنقف موقفا واحدا موحدا وقويا ومتينا أمام الاحتلال ولنتمسك وندافع عن ثوابتنا وحقنا في أن نعيش في دولة فلسطينية معترف بها دوليا وأن ينتهي الحصار على غزة وذاك التهديد المباشر بحصار آخر على الضفة الفلسطينية في اشارات واضحة ان اسرائيل بدأت تخطط لإنهاء السلطة الفلسطينية وتفريغها من مضمونها وزجها في أزمات لا تنتهي.