أستغرب كثرة الصيدليات الطبية في بلادنا حتى يخيل للمرء أن جل الناس مرضى فما تكاد تمر في شارع أو ممر أو قرية إلا وتجد أكثر من صيدلية فهناك تسابق وتنافس في افتتاح مزيد من الصيدليات وهذا العرض يوضح أن هناك طلباً فكثرة الصيدليات يعطي مؤشراً إن هناك الكثير من المرضى الحقيقيين وغير الحقيقيين من المهووسين بحمى الشراء ومن المعتقدين أنهم مرضى من المرضى النفسيين ومن أصحاب العادات السيئة ممن أدمنوا على البنادول والمضادات الحيوية وعالجوا أنفسهم بأنفسهم دون استشارات ووصفات طبية ولقد أكد ذلك التقرير الذي نشرته مجلة (لانسيت الطبية) وأفاد التقرير وفق دراسة أعدتها أننا حققنا المركز الثالث عالميا في الخمول البدني وذلك بسبب عدم ممارسة التمارين الرياضية والعادات الاجتماعية الخاطئة التي كرست ثقافة الاعتماد المفرط على السيارات والجلوس لساعات طويلة أمام أجهزة الحاسوب والخمول طريق الامراض وهذا بالطبع صحيح لأننا مازلنا في طور المدنية السريعة التي أتت علينا وقضت على كثير من عاداتنا الصحية ولم تواكب البلديات هذا التطور وتنشئ ملاعب في الاحياء وأماكن لممارسة الرياضة وقضى التطور العمراني على ساحات ممارسة المشي أضف إلى ذلك أننا أصبحنا سوقا مفتوحة لمنتجات الآخرين وأكلاتهم فانتشرت المعلبات والمواد الحافظة والاصباغ والملونات التي أثرت على الصحة العامة للفرد فأصبح الطفل هشا في صحته مثل (فش فاش) وكثرت السمنة وتلوث الأمعاء والتسمم وتسوس الأسنان وغيرها من الامراض وذلك نتيجة للأكلات غير الصحية فلقد اثبتت النساء أن بعض زيوت الطعام من أقوى المنظفات وتزيل البقع الصعبة في دقائق وأصيب عدد من مدمني شراب الطاقة بمرض الفشل الكلوي أما المشروبات الغازية فإنها تسبب السمنة والانتفاخ وتسوس الأسنان وهشاشة العظام والاهم أن بعض المشروبات الغازية مزيل سريع للدسم من الأيدي والصحون حتى البعض يستخدمه بدلا من الصابون وكذلك البعض يستخدمه لفك الانسدادات التي تحصل في المواسير فما بالك بما يحدث في مصارين وبطن الإنسان عندما يستخدم هذه الأطعمة والمشروبات فلها تأثير خطير على صحة الإنسان على المدى القصير أو الطويل لذا لا تستغرب من انتشار الصيدليات في كل شارع وحي وتنافسها وإيجارها الغالي الثمن وتجهيزاتها الثمينة كل ذلك يوضح لك مدى الكسب الذي تجنيه هذه الصيدليات وذلك نتيجة لاعتماد كثير من الناس على الأكلات والمشروبات غير الصحية التي تكون أثرت فيها المواد الحافظة او من المطاعم وعامليها الذين لايطبقون الاشتراطات الصحية لذا على الإنسان الرجوع إلى أكل البيت الصحي حتى لايكون عميلا دائما للصيدليات . [email protected]