** هم أكثر من شاعر كأن «جينة» الشاعر التي كانت متغلغلة في والدهم قد ورثوها.. فاعطوا من رؤاهم ومن مخزونهم الثقافي ذلك البعد الفكري والنفسي الخاص بكل واحد منهم ما جعل لكل واحد فيهم ميزة لشعره، فإذا كان الأول امتاز شعره بالرؤى الفكرية والفلسفية في معظم أشعاره كان الثاني أكثر رقة وعذوبة في شعره فيما كان الثالث له رؤيته الخاصة به فهو ينحو نحو لغة الوسط بين القديم والحديث. لقد كان أولهم من أوائل شعراء الشباب عندما بزغ حرفه في منتصف السبعينيات الهجرية واستوى على عوده في تلك القصيدة التي يشكو فيها لواعج الغربة لوالده الذي فارقه لأول مرة بحثاً عن الدرس والتحصيل، كان أسامة عبدالرحمن عثمان واحداً من الشباب النابه الذي دخل في تفاصيل الحياة السياسية والفكرية العربية ابتداءً من الاقتتال الفلسطيني مروراً بكل ذلك الزخم الكبير العالم العربي وآلية التغيير، مقاومة الاحتلال وعشرات المقالات والمواضيع أما شعره فهناك فيض من الدواوين الشعرية أذكر منها واستوت على الجودي، وغيض الماء فأصبحت كالصريم ورحيق غير مختوم ويا أيها الملأ وغيرها من الدواوين الشعرية التي تعطيك عناوينها تلك الخلفية التراثية الاسلامية المتفتحة القادرة على إفراز كل ما هو صحيح من كل ما هو غير ذلك. أكتب اليوم عنه اعتذاراً له لما حدث مني من سبق قلم في ذكر شقيقه «أنس» فيما كتبته عن والدنا الأستاذ عبدالرحمن عثمان يوم أمس وأسامة هو أول الشعراء الذي ذكرتهم في مقدمة هذا الموضوع الثاني «أنس» والثالث هو شقيقهم الأصغر «زاهر» حفظهم الله.