صدر أخيراً ديوان شعري جديد بعنوان «عبق السنين» (مكتبة التوبة) للشاعر والأديب عبد الله بن حمد الحقيل، ضم مجموعة من القصائد ذات الأغراض الشعرية المختلفة، والتي نظمت في مناسبات ثقافية ومحافل تاريخية ومنتديات ثقافية في داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى قصائد للوطن. والديوان يقع في 178 من القطع الكبير، وتضمن 64 قصيدة. ويأتي «عبق السنين» بعد ديوان الحقيل الأول «شعاع في الأفق»، وتعبر قصائد الديوان عن أطياف شعرية لمناسبات متعددة جديرة بالإشادة، ائتلفها نسق عميق من صدق الشعور، منها ما هو قديم الميلاد ومنها ما هو حديث النشأة والإعداد. وتطرقت لمواضيع وطنية وإسلامية وعربية ومناسبات خاصة. فجمع الشاعر قصائد عن أم القرى وعن الحج وعن رمضان وعن المدينة وعن القدس في مناسات عدة، منها فاجعة حريق المسجد الأقصى وأخرى عن تحرير الأقصى وثالثة عن يوم النصر في حرب رمضان 1393. ومن القصائد العربية عن دول ومدن عربية مثل مصر ودمشق والجزائر والكويت والبحرين وأبو ظبي وفاس. واشتملت معظم قصائد الديوان عن مناسبات وطنية في اليوم الوطني، وعن دارة المجد والتاريخ، وشذى الوطن، وبطل وتاريخ، وحنين للوطن وتحية أخرى له ونفحات في حبه. كما كتب عن مدن سعودية عدة منها الرياض موكب التاريخ وتحية للطائف وأخرى للمجمعة والقصيم وثالثة في ربوع أبها. ولم يغفل الديوان عن قصائد في العلم والتعليم والكتاب ولغة الضاد وعن الشعر أنشدها الشاعر في مناسبات أعياد وأمسيات عدة. كما حوى الديوان بعض المراثي بث فيها الشاعر أحزانه ولواعجه في فقدان والده وفي زوجته وفي الشيخ عثمان الصالح ،وفي بعض أبناء عمومته وبعض الإخوانيات تراسل فيها مع مجموعة من أصدقائه ومحبيه نفحات من الشعر والنثر. من قصائد الديوان نختار واحدة عن شوق للوطن: يا موطني موئل التاريخ والأدب/ يا قلعة المجد والتاريخ والحسب/يا مشرق الحب والآثار خالدة/ هواك يشفي سقام النفس من وصب/ حي الربوع وعرج في مدارجها/ تلق المكارم عند السادة النجب/ سقاك غيث الغوادي وهي رائجة/ بالمزن منسكبا في الصيب الصبب/ أين اللألي من رجال الشعر قد صدحوا/في عالم الفكر بالإعجار والخطب/نشيدهم صادح بالفن مؤتلق/ومجدهم قد سما للأنجم الشهب/فموطني غرة في هام أمتنا/لولاك ما كان مجد الدهر للعرب. وفي غلاف الديوان نشر الشاعر أقوالاً لعدد من الأدباء والشعراء، فيقول عنه الأديب عبدالله بن إدريس: «أديب بارع ذواقة لا نشاز في تعبيره ولا تكلف في نطقه ولا مبالغة، تغلب عليه النزعة الأدبية فيطعم بشارد من الشعر أو سائر من الأمثال أو مأثور من الحكم. رحالة معاصر جاب الشرق والغرب والشمال والجنوب وترك أثاراً أدبية في هذا المجال»، فيما وصفه الأديب محمد حسين زيدان بالأديب الرائع «في خلقه وأدبه وحسن تعامله ومفكر مهتم بالثقافة». ويذكر الدكتور عبدالله العسكر أن القارئ يجد في كتاباته وأحاديثه ومحاضراته «الركائز الثلاث: الوضوع والقوة والجمال». ويقول الدكتور محمد مريسي الحارثي: «شهدنا قلماً رائداً في مشهدنا الثقافي كان وما يزال وسيبقى حاضراً ومستمراً وفاعلاً في أدب الثقافة». ويذكر عبدالمقصود خوجة، الشيء الذي «يشدني دائماً إلى كتاباته (يقصد الحقيل) جرأته وصدقيته وتمسكه بالثوابت والأسس الراسخة في بنيان ونسيج هذه الأمة». ويقول الأديب حمد القاضي: «عرفته كاتباً فأعجبت بعمق طرحه وعرفته صديقاً فيه من الوفاء أجمل الصفات ومن الصدق أنبل المعاني يريحك بحديثه ويقترب منك بنقائه أنه حقل خير ورحيق حب».