لِحسَني النيّةِ الذين لا تسعهم فتاوى العلماء بتحريم تمثيل كبار الصحابة فيَتوهّمونها ترسيخاً لِسيَرِهم في النشء، أُذكّرهم بآية "و قالوا لا تَذَرنّ آلهتَكُم و لا تَذَرنّ وَدّاً و لا سُواعاً و لا يَغوثَ و يَعوقَ و نَسراً". هي أسماءُ عبادٍ صالحين مخلصين لله. و بعد وفاتهم بزمنٍ تَباكى أصحابُ (التغيير و التطوير)، فقالوا للناسِ لِنَصنع (تماثيل) لهم فنرسخهم بأذهان الأجيال و لا ينسوهم فتضيع مآثرهُم. إدّعوا حُسنَ النيّة، و لم تكُن عندهم وقتَها (دراما أو قنوات)، فوافقهم المغلوبون على أمرهم. و مرَّ زمنٌ انتقلتْ فيه (التماثيل) من التذكيرِ، للإعجابِ، فالتقديس، ثم بجيلٍ آخر أصبحتْ آلهةً تُعبد، حتى أمضى فيهم (نوح) 950 عاماً و لم ينجح في هدايتِهِم عنها. تشخيصُ الصديق والفاروق وصحبُهُم هي الآيةُ ذاتُها معكوسةً. أي (تقزيم) العظام، ليأتي جيلٌ جاهلٌ مغلوبٌ فلا يرى فيهم إلا المسلسلات فتذبل هِمَمُهُم عن المعالي و يقولوا (هم رجالٌ و نحن رجال). حُسنُ النيّةِ لا يُبيح حراماً. ووَعيدُ "مَنْ عادى لي ولياً فقد آذَنْتُهُ بالحرب" خطير، فكيف لا يكون لِخَليلَيْ سيدِ الخلق. و(نوح) لن يعود ثانيةً لهدايتكم. و الفِتنُ تجمع الصالح والطالح، "واتقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصةً". و الله المستعان. Twitter:@mmshibani