عندما نرى التطور الحضاري والفكري لدى الدول المتقدمة والعالم الأول نجد أنهم قد خرجوا من بوتقة الظلام وانفتحوا إلى العالم وتخلوا عن الكثير من القيود التي أرهقت كاهلهم التي كانت قيوداً نتنة مفروغة المشاعر وليس لها أساس لا عقائدي أو شرعي أو فكري أو نظامي وإنما هي (عادات) قاتلة ينطلي عليها صبغة التخلف والجهل. ولو رجعنا للوراء لوجدنا تحولاً عظيماً لديهم أدى إلى تغير كبير في التكوين الثقافي للمجتمع وتطور علمي جبار ورقي فكري عظيم سهل من عملية التعايش بين أفراد الفكر المختلف، ومن السهل أن يحصل ذلك وفي المقابل من الصعب حصوله مع أشخاص ضعاف العزيمة والإصرار. لعل مجتمعنا ينجرف وينساق إلى نفس البؤرة من الانغلاق والاستقرار داخل نفس البوتقة الفكرية معللاً سيره على هذا الطريق بأنها عادات لابد من اتباعها وعدم تركها وكأنها من صحف موسى أو شيء مما أنزل على أمة محمد. حقيقة مما يزعجني أنه مازال مجتمعنا وليس بأكمله ولكن البعض ينظر نظرة دونية للمرأة وبالتالي جعل منها ذلك العنصر البشري الذي لا يرتقي إلى نفس فئة الرجال علماً بأنه خلق هذا العنصر من ضلع أقرب ما يكون للقلب وبالتالي فإنه من المفترض أن يتم التعامل معها وفقاً لمشاعر القلب الدافئة، وليس أن يتم ممارسة أعمال مناهضة لحقوقها تهينها دونما وجه حق وعذرهم الوحيد بأنها عادات. مازال في مجتمعي من الرجال الذين يرون بأنهم أهل حل وربط يرفضون حضور زواج ابنتهم، مازال في مجتمعي من الرجال من ينادي المرأة بغير اسمها خوفاً من أن يلطخ لسانه باسمها. مازال في مجتمعي من الرجال من يسير المرأة على قدم وساق من المطبخ إلى غسل الملابس إلى النوم، مازال في مجتمعي من الرجال من يرى أنه عار عليه أن يراه صديقه أو قريبه هو وزوجته في السوق حتى إنه يصاب بشيء من الرعاش وهبوط في الدورة الدموية قد يؤدي ذلك إلى صفع أحد أبنائه كردة فعل لما يعيشه من تناقض نفسي متكهرب، بسبب أن رآه صديقه. المرأة هي أمك وهي أختك وهي زوجتك وهي ابنتك وبالتالي لابد من الحد من هذه العادات التي أدى وجودها إلى ضياع كيانها الإنساني. أتمنى أن تفيقوا من هذه الغيبوبة.... أكاديمي وكاتب صحفي @BTIHANI