قبل فترة ليست بالبعيدة كنت أتصفح إحدى الصحف المحلية وشدني موضوع بها كتب عن الفنان المبدع المتميز ذي الألحان الراقية والموسيقار الفذ الأستاذ غازي علي الذي أثرى الساحة بكل ما هو ذائق للسمع وكل ما هو مثرٍ للطرب السعودي هذا الرجل الذي أمضى حياته وأفناها لإمتاعنا، ولكن استفزني بداخل ذلك الموضوع أنه لم ينل التكريم المناسب الذي يليق بمكانته الأدبية والفنية حتى الآن فمرت أمامي عدة مشاهد لمجموعة من المبدعين الذين لم يكرموا إلا "بعد وفاتهم" ولكن ماذا يفيد التكريم بعد الوفاة على الرغم من أن الميت لا يحتاج إلا الدعاء؟ ولماذا لا يتم تكريمهم حال حياتهم؟ مشكلتنا أننا لا نعرف قيمة الشيء إلا إذا فقدناه ولكن في حال حياتهم بيننا نفقدهم قيمتهم ولا نهتم لأمرهم كثيراً، فمن البديهيات المسلَم بها أن للتكريم طعما وفرحا وذوقا خاصا خاصةً إذا كان من كبار القوم فيكون للمكرم فرح وسرور بما يلامسه ويلاحظه ويحظى به من اهتمام أولئك الناس ومن عامة المحبين والمعجبين، والتكريم شكر والشكر واجب ومنهج ديني تعلمناه من ديننا الحنيف. اكتب كلامي هذا ونحن نعلم أن المؤدب الأديب والشاعر والملحن والمؤرخ والدكتور الفنان أبو بكر سالم بلفقيه يرقد على السرير الأبيض منذ ثلاثة أسابيع تقريباً إثر عمليةٍ جراحيةٍ للقلب المفتوح أجراها في ألمانيا والجميع يعلم ما قدمه هذا الرجل في مجال الأدب والشعر والتلحين والفن على الصعيد المحلي وفي جميع أركان العالم العربي، وعلى الرغم من سوء حالته الصحية في الفترة السابقة إلا أنه يحاول جاهداً أن يعطي ليثمر، وأن يدعم من يصعد، ويصفق ويبارك للمجتهد. وأذكر كلمةً له قالها في إحدى المؤتمرات عن سبب عدم مشاركته في مهرجان الجنادرية السنوي مجيباً "دعوني أكون صريحاً معكم، ما زلت أتمنى بطاقة دعوة أو حتى مقعداً على مسرح المهرجان طوله 40 سم لحضور المهرجان"، وها هو الآن وقد أثرانا وأحببنناه لأكثر من 50 سنة ً غناءً وأناشيد وطنية فمتى سيتم تكريمه في حفلٍ يليق بمقامه وبما قدمه؟.. ولا ننسى أن هناك الكثير أمثاله من المبدعين فهناك المبدع في الدعوة والمبدع في الفن والأدب والشعر والطب والهندسة وإلى آخره من التخصصات والمواهب التي لا تحصى فعلى الجميع الاهتمام بهم وتكريمهم قبل فوات الأوان. [email protected] على التويتر : Twitter: @engwaelab