لأنهم استجابوا لثورة الميادين دون قراءة التفاصيل في أوراق السياسة والاقتصاد وخارطة الفقر .. ولامعرفة أدوات السحر التي يمكن أن تتطور إلى الإقناع "بأن العرافة" تستطيع استمطار السماء.. في حال سقوط رئيس وقيام آخر .. وأنه بإمكان الآخر أن يفتح "البزبوز" على الطريقة اليمنية فترتوي كل أفواه اليمنيين من عطش رحلة طويلة يرون أنها كانت كافية لنظام سابق.. وإن أمامهم مهدي جديد سيخرج من ميدان الثورة .. إن لم يكن ينتظر في صفوف الجماعات المسلحة من خلف صفوف "المعزين" في زفة الموت!!. القصة هنا أن الملف اليمني قد غادر حلبة الصراع في مشهده العام لمفهوم الثورة وكان للرحيل أكثر من عنوان .. لتبدأ بعد ذلك لوحات تختصر شعاراتها في عنوان .. ومن ثم يكتب الفقر كل عبارات الكلام كمحصلة نهائية بين جموع المتعبين وضحايا الصراع.. ليبقى الجوع هو عنواناً ثابتاً لايغادر المكان .. معلناً أن أفواه سكان اليمن قد أصبحت للفقر ميداناً .. وأن ما خلفته الثورة هو اختصار مسافات الاحتياج بين المدن والقرى إلى مشهد يلتقي فيه الجميع على قارعة الطريق . في انتظار قافلة غيث قد تمر من هنا لعبور اليمن الذي تحول إلى "تعيس". واذا كنا هنا في المملكة العربية السعودية قد وقفنا ومازلنا نعيش في ميادين من نوع آخر .. وحرب من نوع آخر ونرفع شعارات بلوحات من لغة مختلفة. هذه الميادين التي ننطلق منها لمحاربة الفقر ومساعدة المحتاجين حين تطلب قيادة هذا الوطن التبرع من خلال حملة شعبية . ثم تضرب الأمة السعودية مثالاً عالياً للمواقف الإسلامية الإنسانية.ومن ثم فإننا نأمل أن يكون هناك اغاثة عاجلة للشعب اليمني. وذلك لما وصلت إليه الأمور من وضع معيشي صعب في اليمن الشقيق ومعاناة مؤلمة تنذر بكارثة انسانية.فهل نرى مشروعاً جماعياً للإغاثة بالتنسيق مع الجهات الرسمية في البلدين.. خاصة أن رمضان على الأبواب؟ .. أتمنى ذلك. [email protected] Twitter:@NasserALShehry