أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يطالب اسرائيل بالوقف الفوري لسياسة الاعتقال الاداري بحق المعتقلين الفلسطينين داخل السجون الاسرائيلية. وجاء في بيان المنظمة أنها خيرت السلطات الاسرائيلية بين الافراج الفوري عن كافة المعتقلين الفلسطينيين أو تقديمهم للمحاكمة عادلة وسريعة. ووصفت المنظمة سياسة الاعتقال الاداري بالاجراء القمعي لنشاطات مشروعة وغير عنيفة. وأكدت أن المعاملة التي يتلقاها المعتقلون الفلسطينيون داخل السجون الاسرائيلية "معاملة قاسية ومهينة وتستخدم كعقاب على الاضراب عن الطعام أو أعمال احتجاجية أخرى يقوم بها المعتقلون الفلسطينيون". وعقبت وزارة العدل الاسرائيلية في بيان لها على تقرير منظمة العفو الدولية مشيرة الى أن اسرائيل لا تستخدم الاعتقال الاداري الا مع من يهددون أمن أسرائيل ومواطنيها من أعضاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي. وقال وزير الاسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع "اذا كان لدى اسرائيل كما تدعي معلومات سرية إذاً عليها أن تتعامل وفق القانون الدولي وأن تتوقف عن التعامل مع نفسها كدولة فوق القانون. تقرير منظمة العفو الدولية مهم وجيد ونتمنى أن يطبق من الجانب الاسرائيلي". وأضاف الوزير الفلسطيني "الاعتقال الاداري طال كافة أطياف وشرائح الشعب الفلسطيني بما في ذلك القصر ولا يزال هناك خروقات تمارس بحق المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية. الاوضاع لا تزال غاية في الصعوبة ومعرضة مجددا للانفجار ما لم تطلق اسرائيل سراح كافة المعتقلين الفلسطينيين". واشار قراقع الى أن سجن ريمون شهد توترا نتيجة اقتحام قوات مصلحة السجون الاسرائيلية لبعض أقسامه واشعال المعتقلين الفلسطينيين النيران داخل أقسام السجن احتجاجا على سوء معاملتهم وحرمانهم من حقوقهم. يأتي ذلك بينما عاد المعتقل الفلسطيني ثائر حلاحلة أحد قياديي حركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية الى بلدته خاراس شمالي مدينة الخليل. وأطلقت ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية سراح حلاحلة عقب التوصل الى اتفاق تم بموجبه وقف اضرابه عن الطعام بعد ثمانية وسبعين يوما احتجاجا على اعتقاله الاداري المستمر منذ عامين. ووصف حلاحلة اطلاق سراحه بالنصر لكرامة كل المعتقلين وخلال مقابلة صحفية معه قال "هذا الانتصار ليس لشخص واحد أو لفصيل بعينه، بل هو انتصار لكل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أضربوا عن الطعام للحصول على كرامتهم وحريتهم". واضاف "الشعور بالنصر عظيم جدا والتضحية والحرية لها ثمن غال جدا. اضرابي لثمانية وسبعين يوما حقق لي ولزملائي الابطال نصرا مدويا بوجه السجان الاسرائيلي". وعمت الفرحة أرجاء البلدة حتى ساعات الفجر الاولى ودفعت بأهالي البلدة الى تنظيم احتفال حاشد لاستقبال من وصفوه ببطل الحرية ولكنهم اعتبروها فرحة منقوصة. قال والد حلاحلة "هذا عرس وطني للشعب الفلسطيني بأكمله وإن شاء الله أن يكتمل العرس بالافراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين وتبييض السجون الاسرائيلية". ويبقى داخل السجون الاسرائيلية، بعد الافراج عن المعتقل حلاحلة، نحو ثلاثمائة وعشرين معتقلا فلسطينيا يتم التعامل معهم ضمن سياسة الاعتقال الاداري والتي طالبت منظمة العفو الدولية في آخر بيان صادر عنها بفورية وقف هذه السياسة. ويؤكّد الجانب الفلسطيني أن السجون الاسرائيلية قد تشهد اضرابات جديدة عن الطعام من قبل معتقلين فلسطينيين احتجاجا على ما يصفه الفلسطينيون بالأوضاع السيئة.