لاحظ مستخدمو شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تغيرا غريبا في ألوانه، حيث طغى لون واحد على جزء كبير من صور المشتركين، وهو اللون البني الذي يميل للون الطمي. كان هناك شيء من التنوع في الصور، بين صور الرجال (ملتحى أو دون لحية) والنساء (بحجاب أو من دونه)، لكن اللون واحد والتفاصيل واحدة. تقول منال سمارة التي شاركت بنشاط في حملة التضامن إن أكثر من 60 في المئة من أصدقائها غيروا صورهم على فيسبوك. ولم يكن تغيير الصورة هو النشاط الوحيد الذي مارسته منال تعبيرا عن تضامنها مع الأسرى، فقد كانت تنشر بشكل منتظم تقارير عن أوضاع الاسرى الصحية وعدد أيام إضراب كل أسير، وترى أن هذه النشاطات لفتت انتباه العالم ووضعت قضية الأسرى في بؤرة الاهتمام. يجزم الذين شاركوا بالحملة ان الأثر كان فاعلا، وقد كتب سيف حمدالله، أحد المشاركين، على صفحته على فيسبوك «خلال الساعات الأولى صبغ حوالي 12 مليون شخص بروفايلاتهم باللون البني مما جعل كثيرا من وسائل الإعلام في العالم تتحدث عن هذه الخطوة غير المسبوقة، تلك الخطوة جعلت صوت الأسرى يخرج للعالم بطريقة غير مباشرة، وهذا ما كان الأسرى يرجونه بإضرابهم: أن نوصل صوتهم ومطالبهم المشروعة وأن نثير قضيتهم إعلاميا. المهم كان فقط إحداث «قرقعة» وضجيج من أجل قضيتهم. فلا تستهينوا بعملكم البسيط فقد أحدثتم الضجيج الكافي». ليست هناك معلومات من مصادر مستقلة تؤكد الرقم الذي ذكره سيف عن عدد المشاركين في الحملة، ولكن معظم الذين تحدثت إليهم أكدوا أن أكثر من 60 في المئة من اصدقائهم على فيسبوك شاركوا بتغيير صورة البروفايل. وتقول ميرفت صادق، وهي من نشطاء الحملة، إن استخدام «فيسبوك» في تعبئة الرأي العام ونشر المعلومات عن قضايا سياسية وإنسانية أصبح مألوفا منذ لعب دوراً مهماً في الحراك السياسي للشارع العربي. وتضيف ميرفت، وهي شقيقة أحد الأسرى، إن من ضمن الفعاليات التي شاركت فيها على فيسبوك كانت نشر رسائل موجهة للأسرى كتبها متضامون آخرون تعبر عن تضامنهم معهم وتشد من أزرهم، على صفحات فيسبوك، وحض الأصدقاء على نشرها على صفحاتهم بدورهم، وكذلك نشرها على صفحات ناشطين معروفين عربيا وربما عالميا، مثل نوارة نجم وتوكل كارمال. وكذلك دأبت على نشر معلومات صحية عن أوضاع الأسرى ومعاناتهم.