على الرغم من كرهي وبغضي الشديدين لكرة القدم وأنها لا تمت لي بصلةٍ لا من قريب ولا من بعيد فأنا لست متابعاً ولا مشجعاً، إلا أنه في الأسبوع الماضي تمنيت لو كنت لاعباً بدلاً من أنني "مهندساً" نظراً لما قرأته على تويتر في عدة تغريدات من أشخاص مختلفي التوجهات وهم يتحدثون عن الأرقام الخيالية (الرواتب) التي يتقاضاها اللاعبين والمدربين فأحببت أن أتجرأ على هذه "اللعبة" خاصة عندما تفاجأت بما يتقاضاه شهرياً مدرب المنتخب (800 ألف ريال في الشهر) أي أن راتب "المهندس" أقل من 1% من راتب هذا المدرب وكذلك "المعلم" بل ومهما وصل هذا المهندس أو المدرس أو أي تخصصات أخرى من مراتب عليا في القطاعين العام و الخاص فلن يصل إلى هذا الراتب بدليل أن مجلس الشورى اعترض على راتب ذلك المدرب بحجة أن راتبه يعادل رواتب 10 وزراء على الرغم من أنه يعتبر من أقل رواتب المدربين الأثرياء. هذا وقد تضاربت الأقاويل في أنها هل هي بالريال أم بالدولار "مصيبة لو كانت بالدولار". فلو كنت لاعباً..لكان راتبي لا يقل عن خمسين ألف ريال."غير المكافآت والهدايا". لو كنت لاعباً..لما أُجبرت بالحضور في وقت معين والإنصراف في وقت معين إلى الدوام وحسم من الراتب. لو كنت لاعباً..في خلال سنة بإمكاني تحقيق أملي بأن أمتلك منزلاً، غير الذي سآخذه كمكافآت. لو كنت لاعباً..سأسافر مجاناً (محمول مشمول مكفول "م.م.م."). لو كنت لاعباً..سيعرفني الصغير قبل الكبير. لو كنت لاعباً..ستركض خلفي الأضواء والكاميرات. لو كنت لاعباً..سأكون معياراً لسفير البلد وللإنتماء والوطنية. لو كنت لاعباً..سأركب أفخر وأفخم أنواع السيارات. لو كنت لاعباً..سألبس أرقى أنواع الماركات. لو كنت لاعباً..ستتمنى العوائل أن أتقدم إليهم كعريس. لو كنت لاعباً..سيشار إليَ بالبنان. لو كنت لاعباً..سيكون بإمكاني عمل إعلانات تجارية وسأتقاضى فيها مبالغ مالية ضخمة. لو كنت لاعباً..سأتشرط على من يدعوني للمشاركة في أي عمل. لو كنت لاعباً..سيكون بإمكاني تحقيق "طموحي" بأن أدخل مجال الإعلام بل وسأختار أي التوجهات الإعلامية. لو كنت لاعباً..سيدفع الناس أموالهم لمتابعتي. لو كنت لاعباً..ستنتهي معاملاتي في أي دائرة حكومية بسرعة الريح. لو كنت لاعباً..سأكون مستثمراً في الداخل والخارج وذلك من كثرة المال. لو كنت لاعباً..سأكون أحد عملاء التميز في البنوك. لو كنت لاعباً..لما شاب شعري ومازلت شاباً من كثرة عثرات الحياة التي نواجهها. مهندسين ومدرسين راتب أحدنا أقل من 1% من راتب مدرب "لعبة"، وعلى الرغم من عدم حبي لها إلا أنني تمنيت أن أكون أحد أفراد هذه اللعبة مما علمته من "فحش" فيما يمتلكونه من مميزات. ونتمنى بعد كل تلك المميزات التي يتحلى بها اللاعب أن يصل المنتخب إلى درجات متقدمة.