تشكو بريطانيا من تَنامي تجسس روسيا عليها، بعد اكتشافها أن نصف دبلوماسيّي سفارتها بلندن "يقومون بأنشطة لا تتناسب ومهامهم الرسمية".. يعني تجسس. وكلُّ الدول الكبرى تمارس ممثلياتُها الرسمية ذلك، بل إن العرفَ (المسكوتَ عنه) دولياً أن السفارت عيونُ بلدانها لدى الآخرين. وتحظى (بالحصانة) ليس من باب التكريم فقط، بل حمايةً لتلك الأنشطة.. وكلُّ سفارةٍ و (شطارتها). أما بالعالم الثالث فقد تزيد النسبة عن النصف. ولا تصل مهامُهُم لمستوى تجسس الدول الكبرى على بعضها المُركّزِ على (القدرات الهجومية والدفاعية - التجسس الصناعي والاقتصادي والعلمي)، بل تنحصر في مراقبة المعارضين (هذا دخل وذاكَ خرج أو سهر). والأخطر هو أنشطةُ سفارات الدول الكبرى في العالم الثالث. فهي طبعاً لا تجد شيئاً تتجسس عليه صناعياً أو علمياً أو اقتصادياً أو عسكرياً. فتَنهمِكُ في ما يسمونه (الحراك المدني) للتواصل بالحركيّين وتَهيِأَتِهِم لظروفٍ مستقبلية.. فيستمدون منها غطاءً معنوياً واهياً.. وتجد فيهم أدواتِ مخاضاتٍ وقلاقل اجتماعية و فكرية.. علَّها تَؤولُ يوماً ما إلى (حراكٍ ميداني).!. بعضُ السفارات (عيونٌ ساهرةٌ).. فلا تُغمضوا عنها. Twitter:@mmshibani