المجتمع السعودي دائماً ما يتميز بالخصوصية في كل شيْ حتى مع عالم تويتر فلن تجد لنا شبيه في استخدامنا لهذا الموقع التواصلي ومن أهم ما يميزنا عن الآخرين هناك هو كثرة الهاشتاقات المفتوحة لمحاكمة من يختلف مع مجموعة بمسألة معينة أو بسبب فكر لايتوافق مع فكرهم وبذلك يتجهون لهشتقته والمطالبة بمحاكمته, حتى أصبح المتابع لتويتر ينتظر جلسة يومية لمحاكمة أحد المغردين وتجدك مع بعض المحاكمات التويترية متعاطفاً لحقيقة الجرم الفاضح والواضح المرتكب من أحد المغردين كمن شاهدناه بالأمس يقذف طائفة كاملة بأمر أخجل عن ذكره هنا وهو بالأساس محامي ولم تثنيه مهنته عن تلك التغريدة ولم يلقِ بالاً معها من أن القانون خارج عالم تويتر قد يحاسبه ! . حالتنا صعبة فعلاً وأثبت تويتر بما لا يدع مجالاً للشك بأننا فعلاً نتمتع بخصوصية غريبة وعجيبة جعلتنا نطالب بمحاكمة بعض رغم أننا لا نملك هناك سوى مساحة مئة وأربعين حرفاً من أجل عدم اقتناعنا بالتعددية والاختلاف الفكري, ومعها لك أن تتخيل لو أن كل من لحقة ضرر أو قذف أو إساءة عبر مواقع الإنترنت اتجه لهيئة التحقيق العام لرفع شكوى وطلب تطبيق النظام الوارد في مذكرة ( نظام مكافحة جرائم المعلوماتية) والذي من الواجب على الجميع الاطلاع عليه والسعي لتطبيقه وعدم التكاسل والتراخي والتسامح في أية إساءة قد تطاله هناك, صحيح أننا ربما نقف أمام الكثير من القضايا المرفوعة يومياً ولكن مع حضور مبدأ المحاسبة والعقوبات ستجد هذه النوعيات تعود لوعيها ولرشدها وتعرف حدودها في الاختلاف والحوار وأدبياته وكذلك ستجد أن المحامي الذي ذكرته يبحث له عن محامي يترافع عنه أمام القضاء ليبحث له عن مخرج قد يخفف عليه العقوبة. وأخيراً علينا أن نعي جميعاً أن الوطن ليس حصراً على فئة دون أخرى فكل من يعيش على هذه الأرض وينتمي لها شريك في الوطن وله حقوقه وعليه واجباته ومع إيماننا بهذا الاختلاف والتنوع سنفقد خصوصيتنا بتويتر وغيره وسنكون مجتمعاً كباقي المجتمعات يسعى للتطوير والتنمية ويهتم بالقضايا الأساسية التي تلامس احتياجاته الفعلية بعيداً عن توافه الأمور التي انشغل بها منذ زمن . @saadalsalem تويتر