مَن الذي دقَّ (إسفيناً) متجذّراً بين (الصحافة) و (العلماء).؟. ليس المراد الاسم. فلعلّهم متعددين لِمَآربَ يعلمها الله. لكن تَعميقَه يُلحق من الأضرار بالوطن و المجتمع السعودي ما لا تُدانيه إلا (أضرار الفساد) وتَبِعاتُه. مُعاداةُ (الإعلام) والقائمين عليه أو تَقزيمِهِم أو الخوْضِ في نواياهم، ليس في صالح (العلماء) ولا (الدين) الذي يذودون عن حياضِه ولا (القِيَم) التي يُنافِحون عنها. فَتَجْريمُهُم يؤدي لردِ فعلٍ بالدفاعِ عن أنفسهم، بالحق والباطلِ للأسفِ لأن زماننا التَبَستْ فيه الأمور على الجميع. ثم يكون المَآلُ تَراجُع (هيبةِ العِلم) وتَشويه (مكانةِ العلماء). ثم ما يُخلّفُه ذلك من تشويشٍ لا ينمحي في أذهان النّشءِ الجديد. كما أن النّيْلَ من (العلماء) وتَسفيهَ أقوالهم والانتقاصَ من قُدراتهم على استيعابِ الحاضر واستشرافِ المستقبل يُدمّر (مصداقيةَ الصحافة) ويُبرزُها بمظهرِ قصيرِ النظر، قليلِ التجربةِ، سطْحيِ التفكيرِ، قاصرٍ عن استيعابِ مقاصدِ الشريعة وتَرتيبِها وفَهْمِ نُصوصِها وفِقهِها. ثم تَؤولُ لخسارتِها الشريحةَ الشعبية الأوسع لأنها وهي تُطالب بحسنِ الحوارِ مع (الآخر) نَبَذَتْهُ مع (الداخل). والناس عموماً تَنتمي أولاً لدينِها وقِيمِها ثم لوطنِها. فلا ترضى الانتقاص منها. الإسفينُ دامٍ بين الجانبين. والهُوّةُ تزداد تَعميقاً لا تَجسيراً. وهذا لا يزيد الوطنَ والشعبَ إلا تَمزُّقاً وتَحريضاً. فيستوجبُ الأمر (مبادرةً) للمعالجة بحكمةٍ وإخلاص. فالجِراح لا تَنْدملُ وحدها إن لم تُباشرها يد طبيبٍ ماهر. Twitter:@mmshibani