عند مرورك بالصدفة من أمام البحر المغطى في مدينة جدة تجد نفسك متأسفاً على ذلك الطفل الذي يشعر عند قمة السعادة انه يقف على احجار وبعيداً عن تلك الأمواج ولم يعلم بأن غيره ممن يقبع في دبي على سبيل المثال لا الحصر يعيش افضل لحظات الاستمتاع ، في حقيقة الأمر تزداد عند ذلك الطفل قدرة التفكر في خلق الله بينما الطفل السعودي تجده لم يرَ شيئاً لاجل أن يتفكر فيه ، أي بمعنى لا نلم أطفالنا عندما يصبحون اقرب الى السذاجة دون غيرها. لماذا نقول بأننا الاجدر في السياحة والأفضل في التعليم الجامعي كمن يقول بأننا حصلنا على الترتيب الأول في مصاف الدول من ناحية التعليم الجامعي وإذا أردنا أن نصدق ذلك فلننظر لما تفرزه الجامعات من عدد مهول من العاطلين عن العمل فعلاً لا يوجد ترابط لمخرجات جيدة تواكب حاجة البلد . كيف نقول بأننا وصلنا في تطوير التعليم إلى أبعاد قياسية غير المتوقعة ونحن مازلنا نرى طلاباً يخرجون ظهراً ليدخلوا فئة أخرى لتدرس في نفس المبنى وعلى نفس المقعد عجباً لنا. كيف لنا أن نقول بأننا استطعنا ان نستحدث اثنين وخمسين ألف وظيفة لتوظيف العاطلين والعاطلات وعند التدقيق تلاحظ بأن السنة التي وصلوا اليها في التعيين هم خريجات عام 1425 ه ومازال البقية يحلم مادام أنه هو الحق المشروع لهم في هذه الحياة. كيف نقول بأننا افضل الشعوب ديناً وخلقاً وهناك من يفتك بأخيه المسلم المواطن ويتهمه بالغلو والآخر بالإلحاد أو أن تجد كل عائلة همها الوحيد عندما يتخرج ابنهم او تتزوج ابنتهم او يقتني منزلاً أن يراه قريبه من أجل أن يبرهن له وبأنه الند الوحيد في هذا الكون الذي يريد اسكاته وإلجامه . وكما نعلم بأنه في نظريات علم النفس بأن من وضع لنفسه نقطة ليصل اليها فإنه سيصل الى نقطة أقل منها، أي بمعنى ارتقوا بنظركم ومقارناتكم لدول أكبر ولأناس ابعد حتى تستطيع ان تنجح وتعيش حياة سعيدة . كيف تقول أيها المسؤول وتردد بأن وزارتك استطاعت أن توفر وتجهز وتبني وتحقق نتائج وفي المقابل لا يجد المريض سريراً لكي يكمل عليه يومين من حياته. لماذا ننظر للحياة بهذا الشكل ونحن من نصنع مانحن فيه من فشل فما دمنا لا نتحقق من أعمالنا ونصلح من اخطائنا فإن الفشل هو حليفنا. لقد تعبنا أيها المسؤول ونحن نردد على اسماعنا عبارات الأمل كمن يردد لأبنائه ( لا تحزن إذا آلمتك الحياه فهي كالأم تضرب ابنها !!! ليتعلم) ، حتى الأم تصل الى مرحلة لا تضرب ابنها ولكنها أعدته حتى رأته في كامل عقله وبدأت تنسف صحتها لاجل أن يبقى سعيداً وبصحته . لو استشعرنا قيمة هذا الوطن وماتمليه علينا ضمائرنا الحية المؤمنة لارتقينا بوطننا وبكل طاقاته فالحمد لمن أوجب الحمد نحن نحمل كل مقومات الحياة بل مقومات التفوق فلم لا نعمل ونبني وننشئ قاعدة ذهبية لحياتنا وحياة أبنائنا والأجيال القادمة. أتمنى أن لا نكون أقرب إلى الفجوة التي تسبب مشكلاتنا الشخصية وهذه الفجوة تكون بين ما أقصده أنا وماتفهمه أنت. همسة كل حضارة عظيمة كانت فكرة وكل برج ضخم كان خريطة لذا فليس مهماً من نحن اليوم ... ولكن الأهم والأجدر من سنكون غداً دون أن نكذب على أنفسنا ... [email protected] @BTIHANI