تعود علاقتي بمعالي الدكتور الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد لأكثر من 33 عاماً حيث عرفته في دار والده سماحة الشيخ الفاضل عبد الله بن حميد يرحمه الله في مكةالمكرمة في حي الششة إذ كان الشيخ عبدالله من أهم "مصادري" الصحفية وكنت ازوره في داره دائماً واستمرت العلاقة حتى داهمه المرض وتم علاجه في مستشفى القوات المسلحة في الهدا حتى حان أجله. كان الشيخ عبد الله طلق الوجه وحسن الخُلق بسيط ومتواضع يُحب الناس ويُحبه الناس وداره تستقبل عدداً من طلاب العلم وغيرهم وقد وجدت هذه الصفات في ابنائه د. صالح ود. أحمد ووجدت في معالي الشيخ د. صالح الكثير من الصفات الحميدة وقربه من الناس اذ يعد من ابناء مكةالمكرمة لأنه عاش فيها سنوات طويلة واذكر في الثمانينات الهجرية كان الشيخ عبد الله بن حميد رئيساً للإرشاد الديني وكان مبناه ملاصقاً للمسجد الحرام من جهة "المسعى". وقد وضعت الدولة ثقتها في الشيخ د. صالح واختير للعديد من المراكز الهامة ومنها رئيساً لمجلس الشورى وقبلها رئيساً لشؤون الحرمين الشريفين وقبل ان يصدر أمر المليك باختياره مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير كان رئيساً للمجلس الأعلى للقضاء واذكر أنني كتبت مقالاً في صحيفة "الندوة" عندما اختير د. صالح رئيساً للحرمين الشريفين كان عنوانه "صالح ابن صالح في مكان صالح" وقد تميزت فترة رئاسة الشيخ صالح للحرمين بالكثير من الأفكار وإدخال العديد من الأجهزة والتقنية لخدمة المصلين والحجاج والمعتمرين وعاد ذلك على العمل في الحرمين وراحة مرتاديه .. د. صالح بن حميد اليوم يحمل العديد من الخبرات المتراكمة والتي أهلته للوصول إلى المراكز العليا وهو أهلاً لها.. اليوم الشيخ د. صالح مستشاراً في الديوان الملكي اختاره "ولي الأمر" لثقته في شخصه وتقديراً لأهليته واستحقاقه ولكفاءته وتاريخه الطويل الناصع وفقه الله لكل خير. وقد عُرف الشيخ صالح في مكةالمكرمة بتواصله مع أهلها وزملائه وأصدقائه وارتبط بعلاقات كبيرة معهم وهو الذي نراه في مناسباتهم المختلفة ويفتح داره في مكةالمكرمة لاستقبالهم وهو أيضاً إمام وخطيب المسجد الحرام والذي عُرف باختيار مواضيع خُطب الجمعة بما يتفق مع حياة الناس .. وارتياده للحرم فترة وجوده في مكةالمكرمة إماماً أو مصلياً. هذه تحية كان لابد منها للشيخ د. صالح الذي له من اسمه "نصيب" .. والذي نهض بجهاز "القضاء" وأدخل ولأول مرة "ورش العمل" و"اللقاءات" وفعل دور المجلس ليواكب العصر واستغل اهتمام ولي الأمر بالقضاء وعمل على تطوير أعمال المحاكم وتنظيمها الإداري والتقني. اسأل الله أن يعينه في مسؤولياته الجديدة وهنيئاً له هذه السيرة العطرة.