تأملت في برنامج التواصل الاجتماعي ( تويتر ) فاستفدت منه بعض الوقفات التربوية التي يراها الإنسان خلال استعمال هذا البرنامج إما على نفسه أو على الناس فأحببت أن أذكر نفسي وأحبابي بها عل الله أن ينفع بها الجميع وهي : أولا : أنك قد ترى بعض الناس ممن هم أكبر منك سناً أو قدراً أو علماً يتابعون تغريداتك في تويتر وهذا يدل على سمو بعض النفوس بتواضعها وطلبها للفائدة عند من هو دونهم ، وتحقيقاً لسنة الله في المتواضعين أن يعلي في القلوب منزلتهم ومكانهم وهذا ما يلمسه كل مغرد تجاه هؤلاء العظماء الذين يتواجدون معه ويتابعونه. ثانياً: الحرص على كثرة الأتباع للتفاخر والتباهي لا لقصد الافادة ، وهذه من مداخل الشيطان على العبد في فتنة الشهرة التي يغوي بها الإنسان ، لكن إن جاءت هذه الشهرة من غير طلب لها فلا بأس ، أما أن يسعى لها ويتفقد المتابعين له مابين فترة وأخرى يحزن لنقصهم ويفرح لكثرتهم فهذا دليل على وجود مرض في قلب العبد والعياذ بالله. وليقتدي بابن مسعود رضي الله عنه عندما قال لأناس يتبعونه ليس لهم حاجة:( ارجعوا فإنه فتنة للمتبوع وذلة للتابع ) أما إذا كان المتبوع يفيد ولا ينظر لهذه الخواطر والتابع يستفيد فلا بأس. بل إن البعض يطلب منك إضافته بكل جرأة ويبتكر الوسائل والطرق لجذب أكبر عدد ممكن من المتابعين وهذا كله داخل في هذا الباب نسأل الله أن يحمينا وإياكم منه. ثالثاً: هل تغرد خارج السرب ؟ تحتمل هذه الكلمة معنيين فإما أن يكون المعنى أن الإنسان يشذ عن الجماعة ويأتي بأشياء تخالف الشرع والفطرة والعقل في أشياء متفق عليها بين المسلمين فعلى هذا المعنى يكون أمراً مذموماً ومحرماً، وعلى المعنى الثاني أن يأتي بأشياء فيها تجديد وابتكار يخرج منها المغرد عن سربه الذي تعود أن يسمع منه المعلومة بطريقة تقليدية لكنه يأتي بها بأسلوب يأسر العين والقلب ليقف معها المتابع مكبراً لها أو مفضلاً لها أو معيداً لإرسالها ، فهذه طريقة محمودة بل ينبغي للمغرد في هذا البرنامج أن يتحلى بها ويمارسها. رابعاً: أن تكون ذنباً في الحق أفضل من أن تكون رأساً في الباطل،ينبغي أن تكون في حسبان كل مغرد في تويتر هذه الجملة ، فالبعض يحاول أن يجذب انتباه الناس إليه بكل طريقة حتى ولو كانت تخالف الشرع ، وما نحن عن قضية بعض الشباب الذين تطاولوا على الرسول عليه السلام ببعيد ، فالمهم أن يعرف الاسم وأن يكثر المتابعون وأن تتناقل صفحات تويتر هذه التغريدات البائسة حتى لو خسر أعز ما يملك وهو دينه لكن البعض للأسف يريد أن يكون رأساً في الباطل أفضل من أن يكون ذنباً في الحق. ولا شك أن تكون رأساً في الحق أفضل من أن تكون ذنباً فيه نسأل الله من فضله و كرمه. ( يتبع)