عندما يتوب الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى من أعمال محرمة كان يرتكبها فإن أهل الخير يفرحون لتوبته ويسألون الله له الثبات وحسن الختام.ولكن عندما تكون تلك التوبات استعراضية أو لكسب شهرة وأهداف دنيوية دنيئة فإن العاقل يقف أمام هذه الأشكال بكل حزم حتى لا يفقدوا التوبة جماليتها وهي الباب الذي فتحه الله لعباده برحمته من أجل التخلص والتوقف من ذنوب ارتكبوها. لفت نظري الأيام الماضية توبات ليبرالية لامرأه ورجل في نفس التوقيت وكانت توبتهم متشابهة من حيث الشكل ومختلفة في مضمونها فشكليا كانوا يعلنون توبتهم من اعتناق الفكر الليبرالي وماجاء من سرد للمرأة التائبة في مضمون توبتها يوضح لنا أنها امرأة كانت تابعة لشهواتها وملذاتها والعياذ بالله ولم نر في توبتها وجودا للفكر الليبرالي بل كانت توبة امرأة مرتكبة للكبائر ولا أعرف لماذا ربطت توبتها بفكر معين وكان الأولى بها أن تتوجه إلى الله صادقة بتوبتها دون البحث عن الأضواء فلو اجتمع حولها البشر جميعا لينقذوها من عذاب الله لم يقدروا على ذلك إن لم تصدق في توبتها ونسأل الله لها صدق التوبة والقبول من الله . وأما ذلك الرجل الذي ليس منها ببعيد فاختلفت توبته من خلال أطروحاته واتجه كذلك ليحمل الفكر الليبرالي مالا يتحمله من أخطاء ارتكبها في ماضيه فأصبح يتهم المواقع الليبرالية الذي كان من أوائل من أنشأها في السعودية بأنها تابعة لإيران وأجندتها وأن القائمين عليها ينفذون مخططات ضد الوطن وهذه اتهامات خطيرة يجب أن نقف عندها فبكل تأكيد انه لم يسردها بمقالاته إلا أنه ربما كان مستخدما من إيران في موقعه السابق وهنا تثبت عليه خيانته لوطنه ودينه ويجب أن يحقق عليه في هذا الأمر حتى وإن تاب فخيانة الوطن جرم لا ينتهي بتوبته بل يجب أن يرتدع بعقوبة . وكذلك يجب عليه إثبات كلامه عن اتهاماته لمن يقوم على المنتديات الحالية لكي يتم ملاحقتهم والقبض عليهم إن صدق في كلامه رغم أنني لا أًثق بمن يخون الوطن حتى وإن تاب . استغرب أن يتجه التائب والمتراجع عن ذنب اقترفه لإلقاء اللوم على الآخرين ومحاولة النيل منهم ومن سمعتهم بدون أي دليل سوى كلام مبتذل فالتائب الصادق دائما ما يخشع قلبه لربه ويعتزل الذنب ولا يعود إليه أبدا ويكثر من العبادات والطاعات ليغفر الله له وليس كمن نراهم يبحثون عن الشهرة والزيف من الأقوال وكأنهم أبطال وهم ليسوا سوى ضعفاء سقطوا في طريق الشهوات والملذات نسأل الله لنا ولهم المغفرة والتوبة الصادقة . @saadalsalem تويتر