عشرون يوماً قضيتها في "أمريكا" مدينة "روشستر" احدى مدن ولاية "منيسوتا" .. سمعنا وقرأنا كثيراً عن الحياة في أمريكا قبل أن نصل إليها لكنني وقفت "شاهد عيان" على حياة وجدت فيها كل ما يتمناه "الإنسان" حياة تسير وفق "قوانين" صارمة تعطي الحق لكل من يعيش على تلك الأرض ..يقول العالم محمد عبده يرحمه الله ..وجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين.. لقد وجدت كل ذلك وجدت هناك الأمانة والترحيب والاحترام في كل مكان .. وجدت حياة ليس فيها منغصات .. حياة بدون "حُفر" و"مطبات" وبدون إزعاج "بواري" وبدون أرصفة بالية .. حياة خالية من حوادث المرور . حياة لا تعرف " متميزياً" أو " استثناءً" فوق القانون .. حياة آمنة وأرض يسير عليها الناس كلاً إلى طريقه لايجد من ينغص عليه معيشته.. حياة بدون انقطاع ماء أو كهرباء أو تعطل مصعد أو طفح ل "الصرف الصحي" حياة يلاقيك الناس على أرضها ب "الابتسامة" والتحريب "هالو .. هالو" لم أرى طوابير وتزاحم على "الصرافات" التي تعمل دون عطل على مدار الساعة. في أمريكا يعيش العربي والأبيض والأسود والمسلم والمسيحي جنباً إلى جنب بينهم "القانون" في أمريكا لا تجد شاباً يفكر في أن يمتد لسانه قبل يده إلى "فتاة" تسير بعد منتصف الليل حتى لو كانت في اسوأ اوضاعها.. حياة يحكمها قانون قوي .. وقوي جداً يكفل كرامة وحرية الناس دون السؤال عن اسمائهم ورتبتهم أو مراتبهم او صلة قرابتهم او مواقعهم الوظيفية .. نظام يعطي الحق لصاحب التاكسي قبل "حاكم الولاية" قال لي أحد العرب هناك أن المجلس البلدي يسارع عقب سقوط "الثلج" على الأرصفة لإزالته بكاسحات خاصة حماية للناس الذين من حقهم مقاضاة "الولاية" في مالو حصل لهم حادث "انزلاق" وأن سيارات الاسعاف والأمن والدفاع المدني تتحرك دفعة واحدة حتى في حالة الانتقال إلى مريض تحسباً لأي طارئ.. استمعت إلى رأي العديد من أخواننا المسلمين والعرب هناك.. كانوا يبحثون عن "القضاء" وعن "القانون" و"النظام" في بلدانهم التقيت بأخوة عرب فضلوا العيش في "أمريكا" هرباً من حياة لا يجد فيها الإنسان قيمته ويفقد كرامته ويخشى أن يُظلم إذا كان "خصمه" اسماً من الأسماء.. عاشوا هنا كما يقولون لأنهم وجدوا المرافق والخدمات وكل ما يبحثون عنه .. لايوجد فقير أو متسول في أمريكا وتحديداً في ما رأيته في "روشستر" و"مينابلس" الكبير والقوي في أمريكا "القانون" ولا يعلوا ذلك إلا الله سبحانه.. سألتني ابنتاي المرافقتين معي الكثير من الاسئلة التي لم أجد لبعضها أي إجابة ..!!.. ماذا عسا أن أقول وهن يسمعن ويرين الواقع الذي لا يمكن أن تسميه الا بأسماءه الحقيقية .. في أمريكا .. القانون جعل من الناس أسرة واحدة وبيت واحد .. حياة هانئة يجدها الإنسان في هذه البلاد والتعامل هنا والحديث عن المواطن والقانون الأمريكي ولا علاقة بالنظام أو سياساته .. في أمريكا لايوجد "خضار" يُسقى بماء الصرف أو ماء يصل للمنازل غير صالح للشرب.. في أمريكا تنام في بيتك وأنت تثم أن الطريق في الصباح أكثر بهاءاً والحياة أجمل. ولن تجد من يوقظك في الفجر.