أجلس مع بعض الناس فإذا هو موسوعة وجامعة متنقلة بما وهبه الله وإن لم يكن له منصب أو وظيفة كبرى في أعين الناس وذلك بما وهبه الله تعالى وتفضل عليه وأنا أرى أن من أكبر أسباب ذلك القراءة والقراءة المتنوعة ، أجد بعضهم وما أقلهم موسوعة في الشريعة وفي السياسة وفي الإدارة وفي الاقتصاد وفي التقنية وفي فهم الواقع وفي الأمور الاجتماعية وحدث ولا حرج ماشاء الله لا قوة إلا بالله ، ثم إني أجده لا يتكلف ذلك! لأن البعض مع الأسف يتشبع بما ليس فيه لكن هذا الموفق أجده على العكس من ذلك أجده يحاول يتواضع ويهضم نفسه وهذه صفات الكبار تجد أحدهم موسوعة ومتواضع بينما البعض من الناس يظهر أنه الأعلم والأفهم . . و . . و . . وليس عنده شيء !!. تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع ولا تكن كالدخان يعلوا بنفسه *** إلى طبقات الجو وهو وضيع يجب عل الإنسان أن يبني نفسه وأن يطّلع وأن يقرأ ليضيف إلى عقله عقول أناس آخرين وإلى تجاربه تجارب أخرى ، ينبغي للطالب أن لا يقف عند قدر معين ولا كتب معينة ولا مناهج معينة بل ليحرص على اتساع أفقه وكبر مداركه فإن الكثير من المناهج الدراسية هزيلة ضعيفة لاتخرج مثقفاً بارعاً. أيها العلماء لماذا لم تعد الأمة تخرج تلكم البحور المتلاطمة التي لا ساحل لها من العلماء الربانيين إلا في النادر ؟ نريد أن يتكرر أولئك العلماء الأفذاذ وفي الأمة خير . أيها المثقفون: ارتقوا بأنفسكم واطّلعوا وقدموا للأمة ماتريد وما تبحث عنه وماتتمناه ، لا يكن أحدكم مراوح مكانه يكرر في برامجه أو كتاباته نفس النمط ونفس المعلومات ونفس المواضيع ونفس المنهج فهو جامد نسخ مكررة من كل شيء وفي كل شيء ، قدموا للأمة مايجعلها في مقدمة الركب وفي مكانتها المعهودة بدلاً من الخصامات والمشاكسات وطلب الشهرة على حساب الضمير والأمة ، أما من شذ وأصبح يخدم أهداف أسياد له في الشرق أو الغرب فهذا لن يسعى أصلاً في إصلاح الأمة ولن يهمه ذلك ولكن سيهمه بالتأكيد كيف يكيد لها وينال منها بقلمه العفن المستأجر . وجدت بعض الناس لن تندم على قضاء دقيقة واحدة معه ولن يمر عليك وقت إلا في فوائد ومنافع مادمت معه وهذا اعتبره درة الزمن وغرة في جبين العصر فمثل هذا احرص كل الحرص على كثرة اللقاء به فإنك لن تندم ، أما المجالسات والسمرات والسهرات التي تقتل الوقت في ضحك ولهو وهزل دون فوائد أو منافع فإنها من العقوبات ومن الخذلان العظيم إذا ماصحبت القوم فاصحب خيارهم *** ولاتصحب الأردى فتردى مع الردي . عبد الله عوبدان