* ذات يوم جميل هو اول ايام عيد الفطر اصطحبنا الوالد يرحمه الله لصلاة العيد "المشهد" وكنا نسكن في بيت واحد مع الوالدة يرحمها الله في مكةالمكرمة ادينا صلاة الفجر والعيد في المسجد الحرام وكعادة اهل مكة قمنا بزيارة المقابر للدعاء للموتى والسلام عليهم وعدنا الى الدار لاكتمال عقد الاسرة لتناول الافطار وعند دخولنا لمنزلنا في حارتنا الجميلة "المعابدة" نقلت الي والدتي خبر ولادة زوجتي وكانت الضيفة انثى رغم انني لم اجد اي علامات للولادة لدى والدتها او اي شكوى وقامت الوالدة والجيران بأداء الواجب لظروف يوم العيد المعروفة .. حمدت الله اذ كانت الضيفة هي الابنة الرابعة وطلب الوالد ان نطلق عليها اسم والدته "عزيزة" وقام "بتسميتها" مرت الايام وكبرت عزيزة "او جدتي عزيزة" وحصلت على البكالوريوس بتفوق مع مرتبة الشرف من جامعة ام القرى تخصص "خدمة اجتماعية" واصبحت "اخصائية اجتماعية" لم تشك طوال حياتها من اي عارض وعندما وصلت لسن ال25 شكت من عارض صحي بسيط جدا جدا لتأتي نتيجة الفحوصات الطبية عن وجود "تجمع" في المخ يحتاج لعلاج وبعد العديد من الاتصالات مع المراكز الطبية في الخارج قيل لنا ان هناك طبيبا سعوديا ماهرا في تخصصي جدة د. خليل كردي استشاري العلاج بالاشعة.. وبدأت مرحلة دقيقة في العلاج مع استغراب الفريق الطبي عن بقاء عزيزة كل هذه السنوات دون شكوى وبعد اكثر من "عملية" قسطرة للمخ وكان د. خليل يشير الى امكانية حصول "نزيف" اثناء القسطرة وفجأة حصل "القدر" وادخلت عزيزة الى غرفة العمليات باشراف استشاري المخ والاعصاب د. صالح باعيسى ود. بن محفوظ الذي اجرى العملية الخطيرة وهي فتح "الراس" وخرجت عزيزة بمعجزة من الله وكنا نعرف ان من اول اعراض "النزيف" ضعف الجهة اليمنى والتي تأثرت من خلل خلايا المخ لاسباب النزيف وحمدنا الله وبدأنا في مرحلة استمرت عامين في مستشفى الحرس بجدة في مركز العلاج الطبيعي باشراف د. احمد العرفج وعدد من بنات الوطن وغيرهم من الاخصائيين واستمر الامر لاكثر من عام ونصف وجاءت نتائج الاشعة قبل شهور عن وجود بقايا بسيطة للخلل يحتاج "اشعاعا خاصا" مع استمرار العلاج الطبيعي واراد الله ان نقصد مستشفى متخصصا وعالميا في امريكا "مايوكلينك" معتمدين على الله في ان نجد علاجا لتكملة بقية مرحلة العلاج وقد تفضل الله علي وعليها ان حجب عنها اثار عديدة للعملية كما قال الاطباء وخرجت سليمة معافاة. إلا من حاجتها لما يعيد لليد اليمنى العمل بكفاءة وكذا اثار في الرجل اليمنى ونحن الان في "روشستر" لقضاء فترة علاج نأمل من الله ان تكون ناجحة وموفقة.. اردت ان اضع امام القارئ تجربة من الحياة تحتاج الى الرضى بقضاء الله وقدره ولطفه وان الانسان مهما واجه من صعوبات فهناك من لديه الاكثر والاكبر والاخطر وكل ما يقدره الله يجب على العبد قبوله.. اقدر مشاعر العديد من الاخوة الذين كان لهم مواقف "رجولية" والحاح بتقديم اي خدمة ولا استطيع ان احصيهم فهم من فضل الله اكثر مما كنت اتصور .. مشاعر خففت علي هموم السفر والعلاج وثلج امريكا اليوم "22" تحت الصفر والغربة والحنين الى مكةالمكرمة..اسألكم الدعاء.. الدعاء.. وان يشفي الله كل مريض ومريضة وان يكلل رحلة المرضى في الداخل والخارج بالنجاح انه سميع مجيب. امريكا روشستر