الغيرة هنا أمر محمود لأنها غيرة لابد أن تنتاب كل مؤمن وهي في المقام الأول من باب التناصح والحفاظ على التقيد بالضوابط الشرعية التي يجب أن تكون المسطرة التي نتعامل من خلالها مع سمو التوحيد الذي هو مخ العبادة، بالأمس غشى نواظرنا وشوش مسامعنا هرطقة أحد شبابنا نسأل الله لنا وله الهداية، وسنه وعلمه لا يرتقي إلى أن يكون أهلاً للخوض في مثل ذلك، وهو لم يكن كاتباً فلم يكتب في حياته إلا خواطر لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة ولا في مجملها الف كلمة، مما يؤكد أنه لايمتلك مخزون ديني يخول له ذلك وإلا لما أقدم على فعلته بل لعلَّها ساعة سرحان وغشاوة قادته إلى تلك الوسوسة الشيطانية ولو لم يورد إلا جملة (لن أصلي عليك) لكانت كافية للحكم على أنه لسانه قد زل ويحتاج إلى منصاحة جادة وليس الإقصاء. ولن يكون الأول كما لم يكن الآخر فقد سبقه للأسف من يمتلك مخزوناً ثقافياً مهولاً وخبرة وتمرس ودبج مؤلفاته بجمل أشد استهزاء من ذلك الشاب، فعايشنا من يدعي أن (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة) ومسكين هو من يدعي أن الله (كم هو مسكين) وكم هو مسكين وهو يتضايق وهو يرى كل من يحاور ما هو (إلا ناصح له) لذلك لا يقبل نصحة..! وحينما يؤكد غضبه من أن من ينتقده لا يقرأ روايته كاملة . وماذا أبقى الشاطح .؟ كي يجبرنا على قراءة إساءات صريحة. لقد كنا نصم أذننا فيما مضى علَّها زلة لسان، نحاول أن نختلق لأخونا المسلم عذراً رغم كبر الجرم، لكن هكذا نحن أمرنا أن نصدح بالحق وأن نسدي النصيحة وأن ننكر المنكر ولكن بعدما سمعته بأذني عبر الأثير معانداً لا يتراجع بل تبرر بعذر هو في الحقيقة عذر واهٍ لايقبله عاقل أو منصف بل حتى غير ذلك .. تجاهل من انتقده ويريد أن يجبرهم على قراءة جميع رواياته ويتهمهم بالانتقائية، وكأن ما ذكره شيئاً عادياً، يدعي أنه لم يقل ذلك وإنما بطل الرواية هو من قال ذلك .. ويتهم الغالبية بأنهم يجهلون قراءة الرواية وأن لها شخوصاً هم من يتحملون تبعات تلك السخرية بحق (الذات الإلهية) وقلنا له يومها اتق الله هداك الله جادة الصواب ألست أنت مؤلف الرواية ؟ ألست أنت من صنع أبطال وشخصيات تلك الروايات ؟ ألست أنت من صمم الألفاظ ووضعها بحرفية وبيان ؟ ألست أنت من وضع تلك الألفاظ الجارحة ذات الجرم الفاضح في فم من ادعيت أنهم أبطال الرواية ؟ تذكرنا تلك الشطحات بالحاقدين على الإسلام حينما كانوا يؤلفون كتباً أوروايات أوأفلام عن مشاهير المسلمين كي يدسوا بين السطور والمشاهد ( كلمة أو كلمتين أومشهداً أومقطعاً ) ذات بُعد تهكمي صارخ ورفوف المكتبات البصرية والسمعية لا تخلوا من تلك الكتب والروايات والأفلام المسمومة، لكننا نادراً ما نجد من يسخر من (الذات الإلهية) بهذا الشكل السافر الممجوج، فكل الأديان تحرم المساس بالذت الإلهية. إذا لم يكن هنالك أحزم بلا شك أننا سنرى الكثير من أولئك لأننا مجتمع لا نأخذ من الحرية إلا جوانبها السلبية القاتلة، ولاشك أن التحرك الأخير من قبل جهات الاختصاص سيكون له إيجابيات بناءة بإذن الله اللهم إني أستغفرك عما كتبت ولكنني مجبر لكي لا نجد من ينتقص من ذاتك الكريمة بحجة أننا جهلاء.. اللهم ارحمنا برحمتك وهيءْ لنا من أمرنا رشداً. جدة ص ب 8894 فاكس 6917993