كانت إحدى المحطات في التليفزيون تبث بعض الاغاني والأناشيد التي كانت ترددها في حالات المؤتمرات او المقاومة في عدد من المحطات.. وهو ما تعودت عليه شعوب في البلاد العربية... الاعتداء يكاد يحدث يوميا بسبب او بدون سبب.. التلفزيون كما اظن قد اعد برنامجه في هذا اليوم الخميس 28 -12- 1432ه كان يبث مجموعة من الاناشيد الحماسية والتي كان ينصت اليها الاخوة المصريون والتي برع مؤلفوها في انتقاء كلماتها انتقاءً يثير نفوسا طال عليها الاسى وادمت قلوبها الجراحُ منذ عهود، وفي اعقاب الاطاحة بالملكية ومغادرة فاروق الاسكندرية ثم ما تبع ذلك من احداث واحداث كان امرها حرب 1967م التي مهدت للعدو ان يتربع على ارض عربية توازي اربعة اضعاف ما كانت عليه مساحته واحتل القدس ثالث الحرمين الشريفين. لا اريد ان امضي في سرد الاحداث او قصصا توجع القلوب.. ولا اريد ان استعيد ما اعقب ذلك والذي ما يزال يمارس كأمر معتاد لا يقدم ولا يؤخر. ولم تستفد شعوب المنطقة او بلدانها في استرجاع اراض نهبت بل استمر المحتل في تصعيد اعتدائه والتوسع في اقامة مدن واجتياح اراض اخرى في اصرار.. لست ادري لماذا شدتني كلمات اناشيد غابت عنا منذ زمن طويل بحق - ودون ان اشعر - تساقطت بعض الدموع من عينيّ على غير ما تعودت عليه من ارغام العاطفة دائما على الهدوء او ما يشبه الصبر.. ظللت انصت الى اناشيد كانت عاملا قويا يهز الاعماق في فترة موجعة.. الألم يزداد في استشراء والتحدي يمارس دون حياء.. والقوى الكبرى تمارس ما استطاعت ان تستحوذ عليه بحق او بدون حق في بغي وكبرياء.. وقصص الرجال يوميا يتساقطون شهداء.. والنساء فيما يشبه التعاسة شردن من اوطان واراض ليصبحن في متاهات يعشن في اوكار غرباء.. والاطفال تصعد ارواحهم تشكو قهرا وعسفا لرب السماء يصعد من جميع هؤلاء الابرياء. وفي الظروف الصعبة والعصيبة.. وبدلا من ان تتوحد الكلمة ويسترد البلد وبلدان اخرى حقا شبه ضائع ينقسم البلد ويحارب كل قسم نصفه الآخر.. ويعربد العدو كيف يشاء ويملي ما يريد على من يشاء.. فيوقف بث هذه الاناشيد منذ امد، ويخضع كل من بيده عدم الانصياع الى الطاعة لتكمم الافواه وتقفل المعابر وليموت الاطفال والنساء والرجال.. وتتساقط القنابل بكل التحدي فلا يستيقظ من بيده وضع حد لظلم سافر ولا يتحرك لصد عدوان غاشم.. اللهم ان هذا باطلا لا يرضيك، اللهم اجمع بين كلمة المسلمين ووحد صفوفهم، وسرحت الافكار الى وقفة الفيصل العظيم في حرب 1973م واعلان السادات وقتها ان بطل هذه الحرب فيصل بن عبدالعزيز.. كنا ننصت وقتها الى نشيد الله اكبر الله اكبر.. اذن وكبر باسم الله.. الله اكبر فوق المعتدي والله للمظلوم خير مؤيد الخ.. ومن اناشيد كانت من ضمن الدوافع الحماسية للجندي العربي الاصيل ان يجتاح خط بارليف.. ها هو ملكنا الحبيب بكل جهود يملكها ومن اعماق قلبه الكبير، قام بالامس بوضع حد في بلد جار ليتفق شعب على كلمة تعيد اليه امنه وامانه وكرامته امضي يا ابا متعب فأعماق قلبك الصادق ونواياك الخالصة كفيلة ان تجعل المنطقة يسودها وئام وحب وسلام.