تناقلت الأنباء في الصحف المحلية وصفحات التواصل الفيس بوك والتويتر والمنتديات الإلكترونية ، عن أقوال حمزة كاشغري في وصف الذات الإلهية ونبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ، وما لاقت ردود فعل البعض منها ناقدة وبناءة والأكثر ردود عنيفة وجارحة تمس أسرة حمزة،تنم عن ضعف الحوار في التركيبة الاجتماعية في السعودية. لو الأغلبية فكرت ما دعا حمزة لذلك لما وصل الأمر لقذف نسبه.حمزة كاتب صحفي في بداية مشواره وزميل سابق في صحيفة البلاد ، فقد قرأنا مقالاته من قبل الأحداث، وكان مميزاً في كتاباته ورأيه ، لا يمكن احد أن يصدق ما كتبه حمزة في تويتر والسؤال من الذي دفع حمزة لذلك ؟ حمزة معروف داخل محيط مجتمعه يتمتع بأخلاق جميلة وهو مثال للبرالية وحرية الفكر . لكن اللبرالية لا تدعو للمساس لأي ديانة أو نبي من أنبياء الله ، حيث هذا المساس يعتبر مساسا لمجتمع بأكمله ، ويتعارض مع مبادئ اللبرالية ، فاللبرالية تدعوك لحرية الفكر والثقافة واحترام الطرف الآخر. ما دعا زميلنا لذلك : هو تراكم أفكار متطرفة سابقة جعلته ينفر من دينه ، وهذا في نظر علماء النفس ردة فعل طبيعية فعند الاستفاقة حالاً سيرجع لفطرته الأساسية ، حيث تبين أن هناك حالات كثيرة مثل حمزة بل تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا الإسلامي ، قد يكون السبب مجهولاً عند البعض ولكن الحقيقة المرة هو التابو لا غير. التابو: هو التشدد في مسائل الحرام والحلال ، قد تكون المسألة محللة ولكن حُرمت والعكس نادر ما نسمعه . فهناك ما هو حرام ومكروه ولا بأس وما لم يتطرق له القرآن . وعند التضييق في أية ديانة يكون الانفلات سيد الموقف ، حيث كل إنسان لديه طاقة في داخل نفسه وأحاسيسه وشعوره ، فهناك إنسان يتحمل المشقة وآخر لا يستطيع برغم انهم لا يختلفون عن بعض ، لكن في النفس وتغلب الأهواء نجد اختلافا شاسعا . وهذه النقطة لم يراعها بعض دعاة الأمر بالواجبات والنواهي في الدين ، شمولية الأمر لا تكون إلا بطريقة مدروسة و مهيأة نفسياً. دائماً نجد بعض دعاة المنابر يفقدون أجمل صفة في الإنسان وهي الهدوء في الخطابة ، والابتسامة في الأمر لا في الصراخ والتخويف وذكر مشاهد مخيفة لم تخطر على قلب بشر فالإنسان مهما كان ضعيفا رقيق المشاعر ، قد تؤثر عليه الخطبة ويأخذها بمحمل الجد ، إما أن ينفر أو يلتزم بشدة ،حيث يوم الجمعة يوم راحة من أسبوع مثقل بالالتزامات والواجبات العملية فالعقل غير متزن ، فعلى الخطباء أن يراعو ذلك في تغيير حدة الخطاب الديني وإن يصب في خدمة المجتمع بشكل عام.