تصريح جميل ورائع وفيه من الحكمة والبلاغة الكثير من معالي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الجديد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ حيث عبَر وبكل بساطة عن منهجيته التي رسمها لهذا الجهاز الذي يترأسه حالياً وإنه لهو النهج النبوي الكريم حينما أتى ذلك الشاب إلى مجلس سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً له : ائذن لي بالزنا يا رسول الله. فماذا فعل الحبيب المصطفى ؟ هل ضربه ؟ هل نهره وعنَفه وتجهم وجهه؟ هل أمر أحداً من أصحابه أن يضرب عنقه لأنه يريد أن يتعدى على حدٍ من حدود الله؟ لا ... إنما خاطبه صلى الله عليه وسلم بالعقل .. خاطبه بالمنطق .. أمره بالمعروف بمعروف قائلاً له : هل ترضاه لأمك؟ فأجابه الشاب : لا يا رسول الله، ثم سأله الحبيب : وهل ترضاه لخالتك؟ فأجابه الشاب : لا، ثم عاد وسأله : وهل ترضاه لأختك؟ فأجابه الشاب بالنفي ثم وجه له سيدي رسول الله نهيه عن هذا المنكر بلا منكر قائلاً له : وكذلك الناس لا يرتضونه لأهلهم. هذا هو النهج المحمدي النهج النبوي الكريم الذي استقاه من الله سبحانه وتعالى عن طريق وحيه حينما قال له في كتابه العزيز : ( وإن كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ). هذا هو النهج الإلهي الكريم حينما أمر الله سبحانه تعالى سيدنا موسى وأخوه هارون أن يذهبا إلى فرعون قائلاً لهما: ( وقولا له قولاً ليِناً لعله يتذكر أو يخشى ) وهو سبحانه عالمٌ بما سيفعله فرعون وما فعله من قبل فقد تجرأ على الله بقوله ( أنا ربكم الأعلى ) فما أعظم من هذا المنكر وهذا الذنب الذي اقترفه فرعون إلا أن الله سبحانه وتعالى قال لموسى وأخيه حدثاه باللين واللطف واليسر. إن الجميع يعلم أن المعاكسات والتبرج وما إلى ذلك من منكرات نشاهدها في الأسواق والأماكن العامة أنها منكرٌ وحرامٌ شرعاً لكن هناك نزوة وشهوة في داخل كل حي سواءً كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً لكن أسلوب الخطاب مع من يفعل المنكر بالعقلانية وبالمنطق ومواجهة الفكر بفكر سيغير كثيراً من حالهم كما فعل سيدي رسول الله مع ذلك الشاب الذي يريد أن يزني وهو يعلم أن حكم الزنا حرام، وإذا رأيتم أحداً ممسكاً بآلة موسيقية فلا تتهجموا عليه وتأخذوها منه فإنه (اشتراها من حر ماله) بل ألزموه وأجبروه أن لا يستخدمها في الأماكن العامة وأفهموه ما هي وجهة نظركم فيها وما حكمها. فيا رجال الحسبة يا رجال الهيئة يا من تأمرون بما أمر الله به وتنهون عما نهى عنه كونوا مثل( الإسفنج ) في امتصاصكم لشهوات الشباب والشابات لا تعنفوهم كي لا يزيدوا عناداً في فعلهم للمنكر. فجميعنا نرجو من الله سبحانه وتعالى ثم منكم يا سعادة الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ أن يكون اللطف هو أساس عمل موظفي الهيئة حتى وفي تخاطبهم وجدالهم مع من يفعلون المنكر استكمالاً للنهج الإلهي في الآية الكريمة: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) جادلوهم وحاوروهم وبالحسنى وبالرفق ولا ننسى قول سيدي رسول الله: (ما كان الرفق في شي إلا زانه وما نزع من شي إلا شانه )، وأتمنى ألا نسمع ولا نشاهد ما سمعناه وشاهدناه من مشاكل في السابق. سدد الله خطاكم وكان الله في عونكم. البريد الإلكتروني / [email protected]