في أكبر تجمع شهدته الرياض خلال المؤتمر الثاني للمثقفين السعوديين. ورغم ما تضمنته جلسات المؤتمر من محاور متعددة على مدى 4 أيام .. ورغم ما تم اعلانه في البيان الختامي من توصيات.. إضافة إلى الوثيقة .. وما صاحب اللقاء من نشاطات أدبية في المقهى الثقافي. إلاَّ انه يمكن القول: ان الرابح الوحيد في النهاية هو الكاتب الصحفي صالح الشيحي الذي يبدو انه «حط في راسه» إطلاق رصاصة الرحمة على المشروع بكامله. وعلى كل من حضر دفعة واحدة. واختطاف المؤتمر إلى مكان آخر بل وإلى «بهو» آخر يستطيع من خلاله اضافة نجومية أكثر مساحة وحضوراً! وذلك عندما انتقد تواجد بعض المثقفين والمثقفات في مكان واحد.. في بهو فندق الماريوت في حين كان بامكانه نقل ملاحظاته لادارة الملتقى واللجنة المنظمة إن كان قد رأى أمراً مخالفاً .. رغم ان ما حصل لم يكن في معزل عن المجتمع الخارجي. بل كانت كاميرات التليفزيون تنقل مباشرة من الموقع مشاهد ما انتقده صالح. وهي المشاهد التي قالت لمياء باعشن ان زميلنا العزيز كان جزءاً منها!! ثم ان عدداً من أولياء أمور النساء اللواتي كن في المكان كانوا يرافقونهن.هذا من ناحية.. ومن الناحية الأخرى : فإن ما كان يحصل من نقاشات في بهو الماريوت لم تكن اقل اهمية عن المكان المشكوك فيه يتحاورون في كثير من القضايا الثقافية وتقييم الاطروحات في الرأي والكتاب وغيرها من الهموم الوطنية. غير ان ما ذهب إليه اخونا العزيز صالح الشيحي الذي يمتلك اخلاقاً عالية عرفته من خلالها في أسفارنا داخل وخارج المملكة: يبدو لي انه قد اجتهد فأخطأ.. حين شكك المجتمع في اخلاقيات مثقفيه رجالاً ونساءً. وزرع الريبة والتوجس عند اولياء امور المثقفات تجاه حضور كل الفعاليات السابقة واللاحقة. لكني أشهد لأخي صالح انه قد استطاع وبذكاء شديد ان يخطف الأضواء بتغريدته تلك.. مختصراً كل الحديث عن نتائج المؤتمر ليكون هو البيان الختامي البديل!! الذي اثار جدلاً جعل الناس ينسون المناسبة ويتحدثون عن الشيحي فكان له ما أراد واستحقه بجدارة مع حصوله على أكثر من شهادة حسن سيرة وسلوك. على اننا جميعاً لابد ان نرفض الخلوة في شكلها ومضمونها المتعارف عليه دينياً.. ولكننا لا نقبل المزايدة على المبادئ وتقسيم المجتمع طبقاً لبعض الآراء والتعليقات على ما نشر .. ولا نريد «طلبنة الثقافة» من خلال هذه السجالات التي نأمل ان تتوقف عند هذا الحد من الجدل الذي يمهد للاحتقان داخل منظومة المجتمع الواحد والدين الواحد. والاهداف الوطنية السامية.خاصة وقد علمت ان بعض أئمة المساجد قد تطرقوا لما حصل وما هو حاصل من خوض في الموضوع المشار إليه. في استغلال يثير الاستعداء والشكوك.باختصار ، علينا ان نرفع شعار الاعتدال بعيداً عن المزايدات. [email protected]