نعم اجتمعوا وعنوان رحلتهم يقول إنهم هنا يتشاورون في ما يصلح حال الشعب, ويرقى بالوطن, ويحل معضلات القرن الواحد والعشرين, اجتمعوا وجامل أكثرهم فكانت أجندة بعضهم تقوم على النوم والكسل والتغيب حتى وصل الحال بأحدهم أن يطلب من أحد أفراد الشعب أن يأكل مما تأكل ماشيته. الوضع إلى هنا مقبول بالغصب نوعا ما, إلى أن تصل الفظاعة بأن يطلب أحدهم أن يكافأ بأعلى نياشين التكريم في البلد, والأفظع أن يصوت 80 % منهم بالموافقة. نعم فليكافأوا على بطولتهم التي يقومون بها "تشريفا" وليس "تكليفا", حق لهم أن يكرموا على إنجازاتهم العظيمة في تقديم حلول للبطالة والفساد والصحة والتعليم "بالادعاء". بما أننا نكرمهم فأقترح أيضا أن يعطوا أيضا جائزة نوبل في "الاستهبال" و"الاستغلال". كما أظن أنه من المناسب أن يترشحوا حتى لجوائز أوسكار والتي أتوقع أن يحصدوا معظم جوائزها لهذه السنة عن "أفضل دور هزلي" , و "أفضل دور ادعائي" و بكل تأكيد جائزة "افضل خدع سنمائية" كما أن فلمهم قد طال كثيرا لذلك أتوقع أن يحصلوا على الأوسكار "لأطول فلم في التاريخ", والسبب في أملنا الكبير في فوزهم بالأوسكارات أنهم أفضل "الممثلين" الذين عرفتهم المملكة و "سيمثلوننا" خير "تمثيل".صراحة ماهو الشيء الذي جعل هؤلاء يظنون أنهم يستحقون كل هذا التقدير والتكريم, ومتى سنتعلم أن العمل مهما كان هو واجب على من يتقاضى راتبا عليه, وأنه حتى العمل التطوعي يفترض ألا يقصد به جزاءً أو شكورا من الناس؟ إلى متى ونحن نمن على البشر أننا قمنا بواجبنا, ونظن أن مجرد القيام بالعمل هو إنجاز بحد ذاته, لماذا يفرح مدير تعليم منطقة نجران أنه وجد طالبا في المتوسطة يتحدث الإنجليزية؟ ولماذا يحس أمين جدة بنشوة الإنجاز لأنه لم يحدث كارثة "مائية بالطبع" في جدة بالرغم من انها لم تمطر؟ ولماذا تمتلئ جرائدنا بالمانشيتات البطولية للدفاع المدني والشرطة والهيئة والصحة وكأن ما يقومون به خارج عن المألوف والعادة؟ هل أصبح الفساد وعدم القيام بالواجب حقيقة إلى الحد الذي يجعلنا نقفز فرحا وتهليلا إن قام أحد بعمله؟. msarrar@twitter