عندما تتناول الأقلام الكتابة عن الوطن تقف حائرة بماذا تخط العبارات هل تخطها بحبر لا يمحوه مرور الزمن أو سكونه، أم بدم لا معنى للوريد بدونه . إن الوطن أعظم نعمة تقترن بالأمن والطمأنينة للنفس البشرية السوية التي خُلقت من أجل عبادة الله عز وجل وعمارة أرضه سبحانه وتعالى. تلك النفس هي من تسمو بصاحبها نحو الرقي والتقدم وهي نفسها أيضا التي تأمره بالسوء وتُسكن في أعماقه الأحقاد .ولن تستغرب قدرة الخير الفائقة في التغلب على تلك الجماعات المريضة نفسية التي تخطط للدمار وتسعى إلى الفساد وتبحث عن الخراب . فهم فئة الشر وأعوان الشيطان ابتعدوا عن طريق الصواب، وخلطوا بين الدين ومعتقدات الخبثاء يخدمون مصالحهم بالتطرف ويستخدمون العنف من أجل الوصول إلى مأربهم يفكرون في الانتقام والإرهاب وتناسوا أبنائهم وأجيال الغد . قد يعانون من الإحساس بالنقص . وعقدهم جعلتهم يحبون الظهور وهذا ما يلفت الانتباه إلى تصرفاتهم وأفعالهم اللاعقلانية والتي توحي بالإحباط واليأس، حقا هم أعداء أثبتوا انتمائهم للظلم رغم أنهم يعيشون في مجتمع أساسه الدين والسلام ومن هنا كان لابد من ترجمتنا للوطنية الصامدة في التصدي لهم ولأفكارهم ومعتقداتهم وانحرافاتهم مهما كانوا وأينما ذهبوا . فالوطن أثمن ما يمتلكه المواطن الصالح. إننا بنيان مرصوص أمام أي تهديد يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره، فالإيمان بالله وطاعة ولي الأمر والشعور بالمسؤولية يؤكدون بأن النصر من الله قريب لأصحاب الراية والتوحيد، فنحن في المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد موحدها " الملك عبد العزيز آل سعود " طيب الله ثراه ( قيادة وشعبا ) ننبذ الإرهاب داخليًا كان أم دوليًا ونشجع الجهود الوطنية والإقليمية والدولية للقضاء على أنشطته ونؤيد معاقبة مرتكبي أعماله ونرفض بشدة ربطه بالإسلام، وها هي مملكتنا الحبيبة وحكومتها الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله.. تواصل حربها على الإرهاب وتسعى ضمن استراتيجيه دقيقة للتعامل بحزم مع أنصار التطرف. فقد أثبتت الكثير من الدراسات نجاحاتنا الأمنية والوقائية والتوعوية وبرامج إعادة التأهيل من خلال الإرشاد والتثقيف سواء للمتطرفين أو المتعاطفين معهم، فالحوار والنقاشات الدينية والنصائح النفسية كان لها الأثر الواضح في فصل الكثيرين عن ارتباطهم بالتطرف.. لكن انضمام اثنين من السعوديين المستعادين من معتقل جوانتانامو إلى تنظيم القاعدة في اليمن، يقودنا إلى أهمية المحاكمات الشرعية للمنتمين إلى الفئة الضالة أولئك الذين تزداد خطورتهم على المجتمع. فالإصرار على ارتكاب الجريمة يعد جريمة أعظم . فكلما كان الإنسان صادقا مع نفسه فإنه سوف يؤكد صفاء ذهنه ونقاء قلبه بالتوبة الصادقة.. أما بالنسبة لأمثال أولئك الضالين عن طريق الحق فهم يؤثرون سلبا على الذين لم يتم الإفراج عنهم بعد الجهود الجبارة التي بذلتها المؤسسات السعودية في إعادة المعتقلين إلى أرض الوطن..لقد بات حسن النية تجاه المفرج عنهم وبعد دمجهم في المجتمع يحتاج إلى ترجمة جوهرية من قبلهم ليستعيد مجتمعنا الثقة في نواياهم. * قطر.. أمن الوطن يمثل شموخ القيادة و كرامة الشعب مكةالمكرمة - ص. ب 30274 -الرمز البريدي : 21955 [email protected]