الباكستانيون أكثر من يُحسن التعامل مع امريكا، بانتزاع مصالحهم و إبقائها دوماً بأمَسِ الحاجة لهم و إشغالها من ازمة الى أخرى. اكتشفت واشنطن ذلك متأخراً عشر سنوات. أيقنت بعد اغتيالها (بن لادن) أن زعماء (القاعدة) كانوا في حماية المخابرات الباكستانية، و هم يستنزفون خزائنها لمحاربتهم. لكن امريكا نمر مثخنٌ بالجراح كثير الاعداء يحتاج اليوم باكستان لمعاونته في سحب البقية الباقية من جنوده بأفغانستان بعد عِقدٍ من الهزائم و الخسائر. تُصر إسلام أباد على اعتذار و اشنطن عن قصفٍ خاطئ لموقع عسكري أودى ب 25 جندياً. و يرفض اوباما لأن البنتاغون غُرِر به بمعلومات مضلِّلة أدت للقصف. ليست هذه هي المعضلة. بل القضية حتميةُ استسلام واشنطن لما تصفه (ابتزاز) باكستان. و هو واقعياً (ضريبة) العنجهية و الاستعلاء على أوطان المسلمين على مدى عشر سنوات. تخيلوا كم من المكاسب كانت ستحافظ عليها أمريكا و تُنمّيها من قوتها و اقتصادها و هيبتها لو لم تُدخلها (إدارة بوش) في مغامرات ظنوها نافعة..فإذا هي قاضية. Twitter: @mmshibani