لم يعد الأمر محصورا على فئة معينة من الكسالى بالبحث عن الإجازة أو بالأصح ترقبها مع كل مناسبة وطنية أو رسميه بل أصبح الوضع أشبه بثقافة مجتمع بالكامل صغار وكبار فعند سماعنا لأي حدث أو أمر في الوطن تجد أن أهم وأول شائعة تطلع أن هناك إجازة ويندفع خلفها الكثير وكذلك يحاولون ترويجها لكي تحصل حتى أنك قد تجد ذات الوضع مع نهاية أي إجازة فتجد الشائعات والأماني تتكلم عن تمديد الإجازة وكأنهم يريدون الإستراحة من تعب الإجازة بإجازة أخرى . الوضع بهذا الشكل خطير جدا وليس بالشكل الذي يتداوله المهتمين والمثقفين بسخرية فأن يتشكل مجتمع بهذا الشكل من التكاسل يعني أننا أمام مجتمع ضعيف غير قادر على الإنتاج والبناء للمستقبل ومن المعيب أن يتكون مجتمع بهذه الثقافة . فلا بد من وقفة حازمة أمام هذا الأمر وعدم الإستخفاف به ودراسة أسباب الرغبه التي أوصلت مجتمعنا الى هذه الدرجة والبدء بالصغار الذين هم نواة المجتمع ومستقبله والبحث في ما أن تكون المناهج التعليمية وطرق تدريسها سببا في ذلك أو المدارس وطرق بناءها حتما المدرسة سيكون لها نسبة معينة في هذه الإشكالية والبيت سيكون سببا رئيسيا آخرا وأهم فالتربية والإهتمام بالأطفال والنشء مهملة كثيرا في مجتمعنا فتجد الأطفال ليس لهم في الاجازات وقت محدد للسهر ولا تجد أي إهتمام من الأسرة لأطفالهم في الإجازات فكل الأوقات تمنح لهم بشكل غير مرتب بين اللعب والسهر ولا يوجد هناك جدول معين وترتيب لتقسيم يوم الطفل بين اللعب والمعرفه وبين السهر والنوم كل ما يجده الطفل هو انفلات تام من الأسرة وأيام مفتوحة يمنح إياها الأطفال ومن هنا لا يتخيل الطفل أنه سيقدر على الدراسة والتنظيم عندما يقترب موعد البدء بالدراسة فتجده يقول (يارب يمددون الإجازة) . أرجع وأقول أنه يجب الوقوف بحزم أمام الظواهر السلبية التي نسمع بها أو نعايشها ولازالت في البداية لكي لا تصبح ثقافة مجتمع فالمثقفين هنا عليهم دور التوعية والباحثين عليهم إستنتاج الأسباب التي تؤدي لذلك والمسؤولين عليهم إيجاد الحلول التي تخلص المجتمع من سلبياته وتسعى لبناء مجتمعات أكثر وعيا ونضجا . [email protected]